من هو الإنسان؟ أهو ذلك الكائن الحي المنبثق من نفسه، الذي وُجد من أنثى احتوته منذ خَلْقِه حتى خرج لهذه الحياة الدنيا باكيًا ومتشبثًا بحبل الحياة السري الذي كان مصدر عيشه ورزقه؟ ومن هي هذه العظيمة التي اعطته من روحها ودمها وغذائها حتى صال وجال؟ أليست هذه الأنثى هي سر الحياة لجميع من كان ويكون على وجه هذه البسيطة!
نعم .. هي السبب في وجود الأمم السابقة واللاحقة. هي أم الذكور والإناث. أحتوتهم وحملتهم وربتهم فكان منهم الرسل والأنبياء، العظماء والحقراء، السادة والعبيد، القادة والعامّة، العلماء والجهلاء. هي الأساس، هي الأصل والمرجع، هي الحاضنة والمدرسة، هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي.
ياترى، هل يحق لي أن أدّعي أنني الوالد لأولادي؟ أليست هي الوالدة وأنا المولود؟ فكيف أدَّعي ماليس لي؟ أليست تقترب هي من درجات الموت أثناء كل ولادة تقوم بها وأنا أفرح بصرخة الحياة ببكاء طفل قدمته لي بتضحية منها. هل أساوي تعبي وجهدي في تأمين أسباب الحياة لعائلتي بتعبها وتضحيتها في انجاب أفراد أسرتي التي بها يكون امتدادنا وخلافتنا للأرض.
هل تعلم أن التأنيث عند العرب يعني الوصول للقمة. ألا نطلق على العالم «العلامة» عند وصوله إلى أعلى درجات العلم و«الفهامة» عندما وصوله إلى أعلى درجات الفهم و«النابغة» عند وصوله إلى أعلى درجات النبوغ. وهل تعلم أن جمع رجل هي رجال ورجالات والأخيرة لاتطلق إلا للرجال ذوو المكانة العالية. وقد قال المتنبي بيتًا كان صادمًا لأهل زمانه:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب .... ولا التذكير فخر للهلال
كم أنت عظيمة أيتها الأنثى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق