سؤال مهم جدّا لنا بنو آدم، هل الحياة رحلة أم وجهة؟ هل نحن في هذه الحياة الدنيا نخوض غمار رحلة طويلة تقودنا إلى وجهة محدّدة؟ أم نحن هنا نعيش حياتنا بدون وجهة معروفة، فقط نحيا لقضاء أيّامنا المحدودة التي كتبها الله لنا لنغادر بعد ذلك هذه الحياة الفانية إلى الحياة التي توجد في الجانب الآخر؟
طبعًا نحن نعلم سبب وجودنا في هذه الحياة الدنيا، ألا وهو خلافة الله في أرضه، إعمار هذه الأرض وإرساء العدل وإشاعة الحب. ولقد خيرنا جل وعلا من أن نقوم بذلك من خلال تعاليمه عز وجل أو غير ذلك من تعاليمنا نحن البشر. فأرسل رسله إلينا مبشرين ومنذرين. فهناك وجهة واحدة لجميع المخلوقات ألا وهي الفناء في آخر المطاف، يليها الحساب ثم العاقبة فإما إلى جنة أو إلى نار.
وتوجد بين بدايتنا ونهايتنا رحلة طويلة يجب علينا خوض غمارها. أثناء هذه الرحلة، نحصد بعضًا من أهدافنا والتي تحدد وجهتنا. فنحن في الحقيقة نعيش أحداث هذه الرحلة التي توجهنا إلى ناحية هدفنا التالي ويجب علينا إضفاء السعادة على ساعات هذه الرحلة المضنية.
لذا، فعلينا أن لانربط سعادتنا بالوصول إلى وجهتنا وتأمين أهدافنا، ولكن أن تكون السعادة هي رحلتنا وأن نعيش كل دقيقة من هذه الرحلة بجميع حواسنا لنسعد أنفسنا ومن هم حولنا. فالحياة مستمرّة، وكل يوم يمضي هو نقص في أعمارنا وكل سنة تقضي تُحسب لنا أو علينا. فاحرص على أن لايعميك هدفك من عيش ساعات رحلتك. تأكد أن لاتؤجل لعبك مع ابنك الصغير لأنك مشغول بعمل هو مصدر رزقك أو دراسة هي مفتاح مستقبلك، لأن إبنك لن يعود صغيرا بعد خمس سنوات من الآن. تأكد أن لاتفوت لحظاتك الرومانسية مع توأم روحك لأنكما سوف تكونان أكبر بخمس سنوات بعد وصولك لهدفك الذي أجلت جميع سعادات حياتك من أجل الوصول إليه. عِش اللحظة، عِش الحاضر، عِش حياتك ولاتدع أحداث ماضية تعكر صفوها ولا خطط مستقبلية تسرق لذتها. فالسعادة رحلة والهدف وجهة، فعش الرحلة بسعادة واتجه إلى هدفك أثناء ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق