الجمعة، 3 يونيو 2016

نظرية موت المؤلف

الإنسان .. ذلك المخلوق المخير. صاحب عقل مفكر يتمخض إبداعات عظيمة ملئت حياتنا إختراعات وأعمال فنية وأدبية وفلسفية غذَّت أرواحنا وأحاسيسنا بلذة معرفية أخّاذة. والسؤال هل يجب علينا معرفة صاحب هذه الإبداعات لكي نستفيد منها ونتلذذ بها؟

والجواب هو بالطبع لا. فما تظيرنا شخصية المبدع لنستفيد من إبداعه. وماأكثر الإبداعات التي نستفيد منها ولانستطيع الإستغناء عنها ونحن لانعرف من قام باختراعها أو تقديمها للمجتمع. كم رواية أعجبتنا بدون معرفة مؤلفها. ولايظيرنا إن كان من أنشأها مضطرب نفسيّا أو مختلف عقائديا أو معوّق جسديّا. ُالمهم بالنسبة لنا هو مايحويه ذلك العمل الأدبي من حبكة ولغة وفكر. فتشريحنا للنص هو المهم وليس تشريحنا لشخصية المؤلف. وما رفض البعض لحكمةٍ جميلة بسبب بغضهم لقائلها إلا نقص في الفهم وعدم قدرة على العدل الذي يتطلبه ديننا الحنيف. وهم بهذا يحرمون أنفسهم من الكثير من الإبداعات و الفلسفات التي قد يكونون بأمس الحاجة إليها لتوسيع نطاق تفكيرهم وزيادة قوة حجتهم. 

من هنا جاءت نظرية موت المؤلف لرولان بارت والتي تقضي بالتركيز على العمل وفصله عن مؤلفه وكأن المؤلف قد مات ولاوجود له بعد تقديمه لعمله. لنركز على الحكمة الموجودة في ذلك العمل بغض النظر عمن قام به. فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. وقد قال تعالى في سورة المائدة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...