الجمعة، 29 يونيو 2012

٦٧-شارع الأمير خالد

صغيراً كنت ... و لازلت ... متشوقاً لمرافقة خالي محمد إلى شارع الأمير خالد ... فهو شارع لتسوق الأجانب ... حيث نستطيع أن نرى الكثير منهم ... فالأسعار ... بالنسبة لنا ... تعتبر غاليةً جداً ... و لايقدر على الشراء من محلات السوق ... إلا موظفي شركة أرامكو الأمريكان ...

بعد أن أنهينا صلاة التراويح ... في هذا اليوم ... الجمعه في صيف عام ١٩٦٦ ... ركبت مع خالي في سيارته السوداء ... ذات المقاعد المنجدة بجلدٍ أحمر ... و بعد أن رفع غطائها المتحرك ... انطلقنا ميممين صوب شارع الأمير خالد ... انعطفنا يساراً بعد منزل جارنا جمعه ... داخلين شارع العزيزيه الوحيد ... حتى وصلنا إلى بلدية الخبر ... تقاطع شارع الظهران حيث دوار صغير جداً ... يقف في وسطه شرطي مرور يدير الحركة عند هذا التقاطع المهم ... ننعطف يميناً ... نستمر لفترة وجيزه ... لانلبث أن ننعطف يساراً ... حيث مقصدنا ... نجد موقفاً طولياً على الجهة اليمنى من الطريق ... نركن سيارتنا ... و نترجَّل من السياره ... 

نمشي على الرصيف ... نشاهد ماتعرضه المحلات في واجهاتها الزجاجيه ... ساعات ... نظارات ... ملابس غربيه ... ألعاب ... أواني خزفيه ... ملحقات أسره و دورات مياه ... أشياء كثيره غريبة بالنسبة لي ... لاأحتاج و لن أحتاج إليها ماحييت ... هذا ماكان يدور في رأسي أثناء مشاهدتنا لها ... أسأل خالي بين الفينة والأخرى عن ماهية بعض ماأرى ... و فيم تستخدم ... من رده علمت أنها كماليات غير أساسيه لنا ... في ذلك الوقت على الأقل ... تجذبني واجهة أحد المحلات ... مملوءه بألعاب جميلة كثيره ... أعتقد أن إسم المحل "لاكي ستورز" ... أطلب من خالي أن ندخل ... لأزداد عجباً ... هنالك ألعاب كثيره ... ذات ألوانٍ جميله ... مكعبات تضعها بجانب بعضها لتكمل صوره ... مسدسات ... سيارات ... كرات ملونه ... ضوضاء لونيه متداخله لأشياء غريبه ... زادتها الأنوار المسلطه عليها بريقاً مبهراً ... أخرج من المحل منبهراً بما رأيت ... متمنياً لو كنت أستطيع اقتناء أحد هذه الألعاب الجميله ... ننحرف إلى شارع الأمير محمد ... حيث أخبرني خالي بأنه سوف يذيقني شيئاً شهياً لم أذقه من قبل ... فاتحاً شهيتي ... أنطلق معه مفكراً ماهذا الشيء الذي لم أذقه من قبل ... علامات كثيره تتزاحم في رأسي الصغير ... مشيراً خالي بيده إلى لوحة محل كتب عليها باللون الأزرق "سقراط" ... ماهذا ال"سقراط" ... إسم غريب ... ومايحتوي عليه أغرب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...