الثلاثاء، 26 يونيو 2012

٦٤- ليالي رمضان

صغيراً كنت ... و لازلت ... سعيداً بإنهاء صيام أول أيامي في شهر رمضان ... زادني هذا اليوم الوحيد ... خبرةً كنت بأمس الحاجة إليها ... عرفت بأن الإنسان يجب أن يكون ذا عزيمةٍ كبيره ... عرفت لذَّة العباده ...

كذلك عرفت أنه بالصبر و التجلد  تحصل على مرادك ... عرفت أن الجوع و العطش لايقتل الإنسان ... أحسست بحاجةِ المساكين و معاناتهم ... أحسست بقيمة لقمة الأكل و شربة الماء عند فقدهما ... أحسست بأهمية التشجيع و رفع المعنويات ...عرفت ... و ... أحسست ... و ... عرفت ... الكثير و الكثير ...

أولاد الجيران مجتمعين في الشارع ... أنضم إليهم ... نجلس على صعيدٍ رملي نظيف ... و نتحدث عن أشياء عدة ... ينضم إلينا فريد يتبعه كلبه "بوبي" ... يخبرنا فريد عن الغرفة الخشبيه التي قام ببنائها في أعلى الشجرة داخل منزلهم ... ووضع بها جهازاً رافعاً لتوصيل مايرغب فيه إلى أعلى الشجره ... نتعجب من صنيعه ... فقد كان فريد مبدعاً ... يخترع آلات و أشياء جديده كل حين ... يقبل علينا سعيد و هو راكباً دراجته الجديده ... ياله من محظوظ ... دراجه جميله ... سوف أطلب من أبي واحدةً مثلها عندما أكبر ...

أبي يدعوني للدخول إلى البيت ... أترك أولاد الجيران ... و أمشي بخطوات ثقيله إلى البيت ...أمي تطلب مني أن أوصل صينيةً بها عدة أطباق إلى بيت جارتنا أم علي ... ألبي طلبها ... أحمل الصينيه ... منطلقاً إلى حيث أُمِرت ... أطرق الباب ... أدخل ... أم علي و أبنائها جلوس أمام مجلسهم ... يشاهدون التلفاز ... أبارك لهم الشهر ... يرحبون بي ... أجلس معهم ... يقدمون لي حلوى لذيذةٌ جداً ... آكلها بتلذذ ... يُعَقِّبون بكأس به عصيرُ أناناس بارد ... أشاهد التلفاز ... حتى يغلبني النوم ... ... يحملني حفيدها عبدالرزاق و يذهب بي إلى بيتنا ... يستأذن و يدخل حتى يضعني على فراشي ... أحلام سعيده ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...