الأحد، 24 يونيو 2012

٥٧- الوارْدَه

صغيراً كنت ... و لازلت ... أنتظرُ إعلان دخول رمضان بشوق ... جميلٌ التَرَقُّب ... خصوصاً ... إذا كان من الجميع ... ... ففي تلك الحقبه ... صعبٌ الحصول على المعلومات ... كان تحديد دخول المناسبات ... يعتمد على سكان المنطقه ... و يتم إعلانها عن طريق "الوارده" ...

"الوارده" ... علامة بها يعلم الجميع ... بأن المناسبه التي يترقبون دخولها ... قد حلَّ وقتها ... جلوساً في البيت مع أمي و أبي ... الكل مصغياً لعلامة الدخول ... أخرج أنا و أبي و أخي غازي ... من بعد صلاة العشاء ... إلى الشارع ... نجد جميع جيراننا و قوفاً أمام منازلهم ... جمعه ... مطلق ... محمد ... علي ...صالح ... عبدالله ... لذات الهدف ... نسلم على بعضنا ... و نفتح آذاننا ... هدوء مطلق ... لايوجد إزعاج بتاتاً ... تركيز تام ... فجأه إذا بدَوِيٍ مهول يقطع هذا الصمت الطويل ... صوت مدفع "الوارْدَه" معلناً أن غداً ... هو أول أيام شهر رمضان المبارك ... الله أكبر ... لاإله إلّا الله ... تكبير و تهليل من الجميع ... يجتمع الجميع مهنئاً بدخول الشهر العظيم ... أذهب منطلقاً إلى أمي ... أخبرها "بُكْرَه رمضان" ... أشرح لهم صوت "الوارده" التي سمعتها ... أخبرهم باجتماع الناس جميعاً لسماع ذلك الدَوِي ... خبره جماعيه مفيده لطفلٍ في مثل سِنِّي ...

لايوجد لدينا مسجدٌ قريب ... كذلك ... لاتوجد مكبرات للصوت كأيَّامنا هذه ... الكل يصلي التراويح في بيته ... بعد الصلاه ... نذهب إلى مفارشنا المبسوطة في الفناء الكبير ... تخبرنا أمي بأنها سوف توقظنا في منتصف الليل ... لتناول السحور ... ... غريب أن يستيقظ الإنسان من لذَّة النوم ... ليأكل !! ... في تشوق لذلك ... أهمية و حب هذا الشهر ... تطغى على الجميع ... الإبتسامه تغطّي مُحيَّاهم ... و السعادة تملأ قلوبهم ... أهلاً رمضان ... مرحباً بكاسر الروتين ... مرحباً بشهر الرحمة و  الغفران ... صفحةٌ مهمه تُضاف إلى كتاب حياتي ... 

هناك تعليقان (2):

  1. ي الله بلغنا رمضان بصحه وعافيه اتمنى انني استطيع العوده لتلك الايام لاختبار شعورك

    ابنتك المحبه :
    ShoOosh

    ردحذف
  2. ممتاز ارجو الاستمرار يبوفهد... اتشوق الى المزيد من الحلقات التي تصور حياتكم القديمه...كما اتمنى منك اقحام المزيد من المسميات والمصطلحات القديمه مع شرح معانيها لتعم الفائده والمتعه....تحياتي

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...