الجمعة، 25 مايو 2012

٥- المحمديه

اشْتُقَّ إسمها ... من أسم أفضل البشر ... مدرستي ... أول لبنة من لبنات مستقبلي ...أخافها ... أحبها ... أكرهها ... أشتاق إليها ... ... أخاف من الغرباء الذين فجأة صاروا جزاً من حياتي ... أقضي معهم جُلَّ أيام الأسبوع ... لأرتاح في حضن أمي ... يوم الجمعه ...

داخلي ... ... لاأزال ... ذلك الطفل الصغير ... أحتاج الى صدر حنون ... كلما أحسست بالغربه ... غريب أنا ... بدون أمي ... غريب أنا ... و لا أزال ... مع مرور الزمن البطيء ... ... رويداً ... رويداً ... بعض الغرباء ... أصبحوا أصحابًا ... و بعضهم ... إزداد غربةٍ ... خائفا لاأزال ... بدأت في الجلوس ... في أول الصف ... لأبتعد عن ... من ازدادوا غربةً ...

يوما بعد يوم ... ازداد حبي مداً... و ازداد كرهي جزراً ...  لهذه المدرسه ... و ... جُلّ طلابها ... و ... بعض مدرسيها ... حقيرٌ يسرِق فسحتي ... ... ملاك يقاسمني فسحته ... ... وآخر يساعدني على شراء شطيرة من المقصف ... سعيد ... زميل في صفي الأول ... جمال كذلك ... ... ببطأ شديد ... بدأت تتكون قائمة زملائي ... ... قائمة أعدائي كذلك ... ...

ازدحامٌ شديد ... أمامَ نافذة المقْصَف ... ... عالمٌ وحشي ... ... وحشيٌ جداً ... ... لامكان لي بين هذه الأجساد ... لاعجب من إطلاق هذا الأسم العدائي ... الُمشتَق من القصف ... ...  أنتظر ... حتى ينتهي الطوفان ... ... أتقدم بخطواتٍ وجِلَه ... أنادي  بصوتي الصغير ... علَّ البائع يسمعني ... يُخرج رأسه من النافذه ... يلتفت يُمنةً و يُسرةً ... لايرى أحدا ... أُعاودُ مناداتي ... يُخرج رأسه مرةً أخرى ... ويرى طرفا صغيراً ... يمد له عملة معدنية ... يأخذها ... ويضع في الكف الصغير ... شطيرة بها القليل من الجبن و المربى ...

أخرج فرِحا ... منتصرا ... ... فهذه ... أول مرةٍ ... أبادر فيها بشراء ما أريد ... و بدون مساعدة أحد ... نصراً أفتخر به ... يستحق أن أُخبر به أبي و أمي ... و أنا ... واثق من أنهم سوف يفرحون لذلك ... دسست الشطيرة في حقيبتي ... رغبت بأن أشارك عائلتي بهذه الغنيمه ... ليتذوقوا طعم الجبن الغريب ... اللذيذ ... متى ينتهي اليوم الدراسي ... لأحكي لوالديَّ ... قصة إبنهم الشجاع ... الذي ... لايزال ... يحب الجميع ... و يكره العنف ...

هناك تعليقان (2):

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...