الثلاثاء، 29 مايو 2012

القلِّينه

صغيراً كنت ... ومازلت ... أحب اللعب مع قريبي محمد ... نخرج من منزلهم الخشبي ... ننطلق الى المنطقه الرمليه الشاسعه ... نركض ... نتشقلب ... نقفز فوق الشجيرات الصغيره ... نجلس ... نرسم خطوطاً على الرمل ... نعاود الركض ... نتسابق ...

ينحني محمد ... يلتقط عصاً ... يبحث عن قطعة خشبيه صغيره ... يقف ... يرسم دائرةً حوله ... يمسك بالعصا ... يلوح بها ...ممسكاً بالقطعة الخشبيه الصغيرة بيساره ... يضربها بقوة فتطير بعيداً ... أحاول أن أتلقفها ... أسرع مني كانت ... يبقى محمد واقفاً وسط الدائره ... ممسكا بالعصا ... ملوحاً لها بترقب ... أنطلق ... أمسك بالقطعة الخشبيه الصغيره ... ألوح بها ... أرميها ناحية محمد ... علها تقع في الدائره ... و يُخطئ في  إصابتها ... تلك لعبةٌ محببةٌ لنا ... ندعوها "القلِّينه" ... نلعب قليلاً ... ننطلق عائدين الى منزلهم الخشبي ...

تستقبلنا والدة محمد ... إبنة عمي ... غير الشقيق لوالدي ... باناءٍ معدني مملوءاً بالماء البارد ... عطشى كنا ... نشرب حتى نرتوي ... نجلس تحت "الطياره" ... تجلب لنا والدته حليب غنمٍ طازج ... للتو حُلِبَ ... فهم يملكون عدداً قليلاً من الأغنام ... موجودةً في زريبةٍ صغيرةٍ ... ملاصقة للسور ذو القطع الخشبية الباليه ... من الجهةِ الجنوبيه ... لذيذٌ طعم الحليب الطازج المغلي ... حلاوة السكر و لذوعة الهيل طاغيةٌ عليه ... معه ... صحن صغير به حبات عدةُ .. أقراص من الخبز المقلي بالزيت ... تدعوها والدة محمد "خبز طابي" ... نأكل ... نشرب ... نتحدث ... نتبادل قصصنا المدرسيه ...خبراتنا ... نشكوا همَّنا ... و نتشارك في أحلامِنا ... بسيطة حياتنا كانت ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...