الأربعاء، 30 مايو 2012

أم فريد

صغيراً كنت ... ومازلت ... أمي تُخرِج لنا علبةً من البسكويت ... ذات غلاف شفاف و رسومات دائريةٌ حمراء ... مطبوع عليه إسم المصنع "الجبر" ... تقطع العلبة من منتصفها ... نصيبي مع أصغر أخواتي حبات سبع ... تناولني أصغر أخواتي حبات أربع ... تؤثرني على نفسها ...

تطلبني أمي أن أحمل سطل فضلات الطعام الى أم فريد ... سطل معدنًي قديم ... دٌقَّت جوانبه من كثر الإستخدام ... أحمله  و أنطلق من الباب خارجاً ... أنعطف يساراً ... بيت أم علي على يساري ... و هي واقفةً على الباب ... تسألُ عن حالي بصيغة الجنس الآخر ... لاأعلم لماذا دائماً تخلط بين صيغة الجنسين ... أسلم عليها باحترام ... أستمر الى مقصدي ... أنقل السطل المعدني بين يدي الإثنتين أكثر من مره ... فقد كان ثقيلاً على طفلٍ في مثل عمري ...

أرضٌ فضاء بين البيتين ... تمتد لمسافة تفوق السبعين متراَ ... أدق الباب ... تفتح لي الباب أم فريد ... امرأةٌ كبيره ... خشنة الصوت ... تتكلم بلهجة بحرينيه ... قدمت من البحرين منذ زمن طويل ... يصحبها زوجها الشيخ الكبير المريض ... وحفيدها فريد ... الذي استحوذ على إسمها ... دائماً ماترتدي ثوباً تراثياً أبيضاً ... فتحات يده كبيره ... ترفع إحداها الى أعلى ... وتلفها على رأسها ... تأخذ مني السطل المعدني ... تدخل لتفرغه في حضيرة الأبقار داخل البيت ... ترجعه لي ... تعطيني إناء آخر فيه القليل من اللبن ... تطلب مني إبلاغ السلام لوالدتي ... أرجع على الطريق نفسه ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...