الاثنين، 28 مايو 2012

٢٠- الفناء الصغير

أوشكت الشمس على الغروب ... جالساً ... أنا و أخي ...  في الفناء الأمامي للبيت ... أرضية الفناء الإسمنتيه ... لازالت حاره ... يرشها أخي بالماء لكي تبرد ... فبعد قليل ... نبسط أفرشة النوم عليها ...  حيث أننا ... ننام في هذا الفناء الصغير ...

يفتح عليه ... باب البيت  ... يقابله جزءٌ من الغرفه الصغيره ... و فتحة تؤدي الى الفناء الداخلي ... على اليمين نافذة غرفة جدتي الخشبيه ... ذات الأسياخ الحديديه الصدأه ... يليها باب الغرفه ...  فمطبخ ذو مستودعٍ صغير ... ... من الجهة المقابله ... دورة مياهٍ ... يلاصقها حوض إسمنتي صغير ... ففتحة تقود الى الممر المؤدي الى مجلس الرجال ... جميع الجدران عاريه ... لون الإسمنت الرمادي ... يطغى على جميع أجزاء البيت ...

هدوءٌ شامل ... صمتٌ رهيب ... ... الله أكبر ... الله أكبر ... صوت الأذان يأتي من بعيد ... بعد الصلاه ... نبسط مفارشنا ... ولانسمح لأحدٍ بالجلوس عليها ... علها تكون باردة عند النوم ...

أذهب أنا و أصغر أخواتي لإحضار الخبز ... الخباز هاشم غير بعيد ... نحمل منشفةً ... نلف الخبز بها ... لتقي أيدينا الصغيره من حرارة الخبز الساخن ... ... يعطيني أبي ريالاً ... نخرج من الباب ... نمشي في الظلام ... حيث لاتوجد إنارة في الطرقات بعد ...ننعطف يساراً ... بعد منزل جارنا جمعه ... نمشي في صمت ... حتى نصل مقصدنا ... نأخذ ١٢ خبزه ... نلفها بالمنشفه ... نعطيه الريال ... فنعود أدراجنا الى البيت ...

أختي الكبرى تناول أمي ست بيضات صغيرات ... للتو جلبتها من الفناء الداخلي ... حيث الدجاج يمرح طيلة اليوم ... تقلي أمي البيض ... تلفه داخل خمس خبزات ... يأخذ كل منا واحدةً ... نأكل ... و نحن ... نتجاذب أطراف الحديث ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...