قبل أن أكون
بدأنا حياتنا أجسادًا بلا ارواح، أجسادًا روبوتيّة طفيليّة في أرحام أمهاتنا نتغذى من أجسادهن عن طريق أنبوب وحيد متصل بسرّتنا يمدنا بحاجتنا من الغذاء والأكسجين حتى إذا ما قدّر الله وأعاد إلينا أرواحنا التي كانت تهيم في عالمها المجهول لتبدأ انسانيتنا من تلك اللحظة وتبدأ حواسنا في العمل والتطور حتى نكون جاهزين في وقت الولادة المكتوب لنكون فردًا من أفراد هذا العالم الملياري الكبير . نبدأ حياتنا بالبكاء. ومن تلك اللحظة، تتلقفنا أحضان امهاتنا لتغدق علينا الحب والحنان والأمان لتستمر حاجتنا اليها طيلة حياتنا. فحضن الأم لا يماثله هدوء ولا يجاريه سكون. ففي حضن أمك تنام قرير العين، خالي البال، عديم الهم، ساكن النفس. أحيانًا أتمنى أن أعود ذلك الرضيع الصغير الذي يرى الدنيا في عيون أمه وكفا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق