احساسك بالحرية يعتمد على تجردك من حب الأشياء. فنحن نحب الحصول على أشياء لاتضيف لنا قيمة ونستمر على ذلك كلما أفل حب تلك الأشياء في أنفسنا لنجلب غيرها علّه يشعرنا بسعادة جديدة. وها نحن دائمي البحث عن سعادات جديدة كل حين وننسى أن سعادتنا تكمن في حب الأشخاص لا الأشياء.
في أيّامنا هذه رأينا الكثير من منعدمي الضمير الذين يستعملون الأشخاص للحصول على أشياء يحبونها مثبتين انعدام انسانيتهم وعيشهم الدائم في صراع للوصول إلى أهداف لاتضيف إلى انسانيتهم وحياتهم شيئًا. ولسان حالهم يجسد حقيقة قول الإيطالي نقولا ميكافيلي ”الغاية تبرر الوسيلة“.فكيف نكون من المتجردين؟. لنلقِ نظرة على الأشياء التي جلبناها لتحيط بنا من كل صوب. ملابس، أواني، أثاث، سيارات، ألعاب، أجهزة، ديكورات، ..،.. أشياء كثيرة تخنقنا وتثبت أننا متعلقين كثيرًا بحب الدنيا وأشيائها. كم حذاءًا لديك؟ كم ثوبا في خزانتك؟ كم جهاز تلفاز موجود في منزلك؟ كم عدد الأشياء التي توجد الآن على الطاولة التي أمامك؟ فإن قمت بعد ماتملكه من الأشياء لوجدت أنها تُعَدُّ بالآلاف ولوجدت أنك متعلق بها كثيرًا ولاتقوى على التخلص منها. وهذه العلاقة بينك وبين أشيائك رسالة قوية على حبك للدنيا. فإن قلت أن هذا غير صحيح، قم الآن وأمسك بأكثر شيء تحبه منها وأعطه لأول شخص تشاهده في الطريق. هل تقوى على ذلك؟ إن استطعت القيام بذلك فإنه من السهولة عليك أن تكون متجرِّدًا، وإن لم تقوى عليه فقلِّل من أشيائك أو على الأقل لاتزد عليها هذا العام شيئًا.
إني لاأقول هذا الكلام بكوني متجردا، بالعكس فأنا مثل غيري من الأشخاص أحس بأن أشيائي تخنقني ولاأزال أحاول التقليل منها بدأً بخزانة ملابسي وانتهاءً بمكتبتي. لتكن فلسفتك الجديدة هي ”أننا نشتري الأشياء لاستعمالها فقط لا لكي نقع في غرامها وعلى العكس تمامًا فاننا نتقرب من الأشخاص لنحبهم لا لنستعملهم في الحصول على مبتغانا“.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق