الجمعة، 4 أغسطس 2017

الكاتم

أنت جالس مع مجموعة من الأحباء تتسامرون وتجترون قصصًا لماضٍ جميل وأحداث سعيدة، الجميع مبتسم ضاحك وقد استحوذ عليهم هذا الجو المشحون ايجابية وغسل مافي نفوسهم من هموم وافكار سلبية. وفجأة يدخل عليكم الكاتم! ليبدأ في بث سمومه وتفريغ طاقته السلبية لتتغير الوجوه وتختفي الإبتسامات وتخرس الضحكات وتبدأ السلبية القبيحة في طرد البهجة والسعادة التي كانت تملأ المكان. فمن هو الكاتم؟ وماذا فعل ليقلب الجو السعيد رأسًا على عقب؟ 

هو شخص غايته وشغفه إفساد الجميل. يعشق النكد ويحب تصدير مزاجه السيء لجميع من هم حوله. أحاديثه سلبية ودائمًا مايركز على النصف الفارغ من الكأس. تفسيراته للأحداث ظلامية ويؤمن بالمثل القائل سوء الظن من حُسْنِ الفِطَن. إذا استمع إلى كلام جميل أعقبه ب ماذا لو القاتلة. يبحث عن إبرة السلبية في أكوام الإيجابية المتراكمة. دائمًا ماينظر بعين الذبابة. شخص مليء بعقد كثيرة ويجد هذه الاجتماعات المكان المناسب للتنفيس عنها.  كلامه دائمًا مايتمحور حول انتشار المرض وزيادة البطالة وكثرة الزحام وتقاعس المرور وسوء الطرق ورداءة الخدمات وانحدار مستوى التعليم وغلاء الأسعار وانعدام الفرص وكثرة العمالة الأجنبية ومشاكل الإستقدام وخطأ السياسات وزيادة المخالفات ..  و هو لايعلم أن الناس يبحثون في هذه الإجتماعات العفوية عن البهجة والسرور وعن دفء العلاقات وحسن التواصل. فهذه الإجتماعات ليست لإيجاد الحلول لمشاكلك الشخصية أو انتقاد المجتمع أو الدولة. هذه الإجتماعات جُعِلت لتوطيد أواصر القرابة والصداقة بين الناس وادخال السعادة والسرور على النفوس وذلك بحسن التواصل وجميل الكلام ولطيف العبارة.

فاحذر أن تكون أنت الكاتم. ثَمِّن كلامك واحاديثك واجعلها تلائم المكان والزمان والحدث. إذا كنت متضايق وترغب في التنفيس عن مايختلج صدرك فاختر الشخص القريب والمكان الصالح والزمان المناسب واحذر افساد جلسة عائلية أو اجتماع أصدقاء أو لقاء أحبّة باطروحات تقتل البهجة والسرور فيهم.. إحذر أن تكون أنت الكاتم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...