أجلس أنا في ركن صندوق الشاحنة الكبير ... خلف والدي ... بجانبي أصغر أخواتي ... أتمعن في والدَيّ من الزجاج الخلفي ... إنهما يتجاذبان أطراف الحديث ... غازي جالسٌ بينهما يعبث في عصا تغيير سرعة السياره ... الجو عليل ... الهواء بارد قليلاً ... رطوبة خفيفه ... الشمس أشرقت قبل قليل ... ينعطف أبي يُمنةً ... منازل القريه تبدو من بعيد ... تكبر الصورة كلما اقتربنا ... نتعدى عدة منازل ... ننعطف يميناً قاصدين بيت عمتي ...
منطقةٌ رمليه بيضاء ... بيتهم فوق كثيب رملي صغير ... أخشاب قديمه باليه مثبةٌ على قوائم بسيطه ... سورهم كان ... ثلاث مداخل من خلال السور ... في كل جهة ما عدى الجهة الغربيه ... أبناء عمتي ووالدهم الشيخ الكبير الأعمى جالسون أمام مجلسهم الصغير ... ننزل من الشاحنه ... ترحيب و سلام و كلام ... يجلس أبي معهم في الخارج ... ندخل نحن من الباب الشمالي ... فناء رملي كبير ... محاط بغرف خشبية بسيطه من جميع الجهات ما عدى الجهه الجنوبيه ...المطبخ من الغرب ... غرفتين على اليمين ... سور خشبي من اليسار يعزل منطقة مجلس الرجال ... في المنتصف دكه كبيره مرفوعه على قوائم خشبية طويله ... يستظلون تحتها نهاراً ... و ... ينامون فوقها ليلاً ... محمد يدعوها "الطياره" ... أرضية الدكه مرفوعة أعلى من قائمة الإنسان الطويل ... لها سلم خشبي بسيط ... يمكِّن من الصعود اليها ... نجلس تحت الطياره ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق