الاثنين، 28 مايو 2012

١٩- الأستاذ فؤاد

صغيراً كنت ... و مازلت ... أحب يوم الخميس من كل أسبوع ... بنهاية الدراسة فيه ... تبدأ إجازتنا الأسبوعيه ...  يوم الثلاثاء ... كذلك ... نبدأ اليوم بمادة الرسم ... التي أحبها ... أحب الرسم كثيراً ... أحب الألوان ... أحب محاكاة الطبيعة بريشتي ...

و أحب مدرس مادة الرسم كذلك ... الأستاذ فؤاد ... طويل ... داكن البشره ... من الجنسيه السودانيه ... نظيف جداً ... يبالغ في قص أظفاره ... يحمل منديلاً أحمر اللون ... مطرزٌ بحرف غريب ... يدلف الى غرفة الدراسه ضاحكاً ... الجميع يحبه ... لأنه يحب الجميع ...

الطبيعه ... موضوع الرسم لهذا اليوم ... يطلب منا أخذ كراساتنا ... أقلامنا ... و اللحاق به ... ... كثبان رمليه كثيره ... بجوار مدرستنا الكبيره ... يطلب منا خلع أحذيتنا ... نمشي معه بأقدامٍ عاريه ... يطلب منا أن نحس بحبيبات الرمل ... تحت أقدامنا ... و بين أصابع أرجلنا ... نجلس فوق التل الرملي ... كل منا يتجه الى اتجاه ... لنطلق عنان خيالنا ... و إبداع أصابعنا الصغيره ... الكل مستغرق في نقل مايراه ... و محاكاة الطبيعه ... رسمت التل القريب ... على جانبه شجيرةً صغيره ... تكثر هناك ... لاتحتاج الى ماء كثير ... ذات أوراق خضراء منتفخه ... مملوءةً ماءً ... تدعوها أمي "هَرْم" ... أوراقها مثل حبات العنب الصغيره ... لونها أخضر فاتح ... شفّاف قليلاً ...

جميلة هي الطبيعه ... جميلة هي البساطه ... جميل هو كسر الروتين ... نسمع جرس المدرسة من بعيد ... نعود أدراجنا ... لنكمل يومنا الدراسي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...