خالي محمد ... بالرغم من فرق العمر بيني و بينه ... إلاَّ أنه قريباً مني كثيراً ... يعاملني كصديق ... وبالرغم من صغر سني ... الا أني ... في معظم الأحيان ... أجد لرأيي قبولاً لديه ... لذلك ... أحبه كثيراً ... و أفرح لدى قدومه ... هذا المساء .. هو ضيفٌ عندنا ... أخبره برغبتي في الذهاب إلى البحر ... فيطلب من والدتي أن تحضِّر رزاً أبيض للعشاء ... و تلحق بنا على شاطئ البحر ... القريب جداًّ ...
لدى رجوع والدي من عمله ... نخرج معه إلى البحر مصطحبين معنا عدة الصيد "الحداق" ... خيوط الحداق القويه ... مربوط في طرفها سناره متوسطة الحجم ... و اثقال رصاصيه للمساعده على رمي خيط الحداق بعيداً داخل البحر ... كذلك ... كيساً به الطُّعم الذي سوف يستخدم لاستدراج السمك الى السناره ... نصل إلى شاطئ البحر ... يلزم كل من أبي و خالي موقعاً بعيداً عن بعضهما ... أجلس بجانب أبي ... أرقب ماهو صانع ... يأخذ قطعة صغيرة من الطعم ... يضعه في السناره ... يلوح بالخيط فوق رأسه بحركة دائرية سريعه ... محدثاً أزيزاً قوياً ... ثم يقذف به بعيداً في وسط البحر ... ليستقر في العمق ... يسحب أبي الخيط ليتأكد من أنه مشدود ... و يبقى على هذا الحال ... مترقباً لأي حركة اهتزازيه للخيط ... فجأه يسحب أبي الخيط بتأني لايلبث أن يكون سريعاً ... مخرجاً خيط الصيد من البحر ... في طرفه سمكةً صغيرة في حجم الكف ... بفضول أقترب ... لأرى والدي يرفع الخيط عاليا مع السمكه ... يمسك بها ... و يخرج السنارة من فمها ... يضع السمكه في إناء الصيد ليعاود الصيد مرةً أخرى ...
تصل أمي ... لتأخذ حصيلة الصيد ... و تبدأ في شوي السمك ... لنتناول عشائنا ... سمكاً طازجاً ... خرج للتو من البحر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق