جارنا مبارك ... أبو سعيد ... و الساكنين في الممر خلف منزلنا ... اشتروا ثلاجه ... كانت حديث النسوة ... في ذلك الوقت ... كلٌ منهن تتمنى أن تملك مثلها ... في الزمن القادم ... فهي ... تفتح لهم آفاق شتى ... من الحصول على الثلج المهم في تلك الحقبه ... الى تخزين الخضروات ... للحصول عليها مباشرةً عند الحاجه ... دون الحاجه لانتظار بائع الخضار ... الذي يحمل خضاره في عربةٍ صغيره ... لها أربع إطارات ... فوقها ... صندوقٌ كبير مكعب الشكل ... مساحته مترين في مترين ... له قاعدة و سقفٌ من الخشب ... و تحيط به جدران من الشبك ... تتيح للمشتري أن يرى الخضار قبل الشراء ... تقي الخضار شر الحشرات ... و تزوِّد الخضار بحاجتها من التهويه ... يدور في الحاره مرةً كل يومين ... أحيانا يتأخر أكثر من ذلك ... يصيح و هو يدفع العربة أمامه ... بأسماء أنواع الخضار الموجودة لديه ... " ... طمام ... بصل ... رويد ... بقل ... لومي ..." فتخرج النسوة أو الأطفال لشراء مايرغبون به ...
يخبرني سالم ابن جارنا جمعه ... بأن بيت مبارك يصنعون مثلجات أو مانطلق عليه "عسكريماً" بارداً لذيذاً ... ذو ألوانٍ شتى ... و يبيعونه لمن يرغب ... بقرشين إثنين ... تستطيع أن تستمتع بما لديهم ... أطلب نقوداً من والدي ... فيلبي طلبي ... و أنطلق قاصداً شراء هذا "العسكريم" ... أطرق الباب فتفتح لي والدتهم ... أسلم و أطلب "عسكريماً" ... تأخذ القرشين ... و ألحق بها الى الثلاجه ... ثلاجةٌ كبيره ... بيضاء اللون ... بارتفاع قامة الإنسان ... لها قبضة بابٍ كبيره ... تمسك أم سعيد بقبضة الثلاجه ... تسحبها ... و تفتح بابها ... قوارير المياه تزاحم الخضار ... في رفوفٍ شبكيه ... و في أعلى الثلاجه صندوق معدني ... به الكثير من الأكواب المعدنيه الصغيره ... و في كل واحد قطعة خشب صغيره ... تبرز من بعيد ... تسألني عن اللون الذي أريد ... فأسألها أن تختار لي ... لعدم معرفتي بالألوان الموجوده ... تخرج كوباً صغيراً ... فتمسك به بيدها اليسار ... و تحرك قطعة الخشب الصغيره بحركة دائريه ... فترفعها إلى أعلى ... مخرجةً قالباً صغيرا من الثلج الأبيض ... بياضه كالحليب ... تتخلله قطعٌ صغيرة خضراء اللون ... علمت لاحقاً ... أنها قطع صغيرةً من الهيل ... آتناولها منها شاكراً إياها ... و أخرج عائداً من حيث أتيت ...
أرفعها إلى فمي ... و أمصها بتلذذٍ عجيب ... طعمها يمزج مابين الحليب و السكر و الهيل ... خلطةٌ غريبه ... جمعت بينها برودة الثلاجه ... فصهرتها بتمازج فريد ... ذو طعمٍ لذيذ ... أدخل البيت ... لأشارك أخي غازي ... في طعم و برودة ال"عسكريم" المنعش ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق