العوفي ... مسن ذو لحيةٍ بيضاء كبيره ... قدم من عُمان ... منذ زمنٍ بعيد ... للبحث عن رزقه ... حيث كانت بلده في تلك السنوات ... تعد من البلدان الفقيره ... و فرص العمل فيها منعدمه . ... الكثير منهم ... قدموا للمنطقه ... للعمل فيما يتوافق مع قدراتهم ... لهذا ... كان معظم عاملي التنظيف في البلديه ... منهم ... قبلوا بهذا العمل الوضيع ... مغتربين عن أهلهم ... للحاجه ... وقلة ذات اليد ... مع العلم ... بأن الجميع ... يشهد لهم بالأخلاقٍ العاليه ... و الأمانه ... و الطيبه الزائده ...
بادر العوفي ... بفتح دكانٍ صغير ... يسترزق منه ... و حيث أنه خبيرٌ ... في صنع الحلوى العمانيه ... عمد على إضافة مساحةٍ صغيرة في دكانه ... لصناعة الحلوى ... و بيعها لأهالي الحاره ... بثمنٍ زهيد ... حيث ... لاقت قبولاً حسناً ... جعل منها طبقاً رئيساً في جميع المناسبات ...
أخرج من البيت ... قاصداً دكان العوفي ... أواصل سيري حتى أبلغ الخباز هاشم ... أستمر ... ثم أنعطف يميناً لأجد دكان العوفي المواجه للشمال ... ذو الأبواب الخشبيه الباليه ... أدخل الدكان المفتوح ... لايوجد أحد ... أصوت ... عله يسمعني ... يأمرني بالدخول ... أدلف من خلال بابٍ في آخر الدكان ... لأجده مفترشاً الأرض ... محتضناً إناءً نحاسياً كبيراً ... حافته العليا بمستوى الأرض ... و قاعدته منغرسة في الأرضيه الإسمنتيه ... حيث يوجد موقداً أسفل الإناء ... في يده عصاً طويله يحرك بها الحلوى ... والتي تنزلق كقطعةٍ واحده ... لتتحرك في هذا الإناء النحاسي ... بحركةٍ دائرية سريعه ... ينتهي ... يسألني عن طلبي ... أخبره بأني أريد حلوى و علبتي أناناس و خوخ ... يخرج علبة سمن فارغه سعة لتر واحد ... يعبئها بالحلوى الطازجه الساخنه ... ثم يدخل دكانه و أنا أتبعه ... يضع طلباتي في كرتونٍ صغير ... خشية أن تحرق الحلوى الساخنة يدي ... أعطيه أربعة ريالات ... و أخرج عائداً إلى البيت ... متشوقاً ... للحصول على القليل من هذه الحلوى اللذيذه ...
الله يرحمه يارب هذا أبي
ردحذف