الاثنين، 4 يونيو 2012

صلاة الجمعه

جدي حريص جداً على الصلاه ... خصوصاً صلاة الجمعه ... يحب أن يخرج مبكراً ... ... الساعه العاشره الآن ... وقت الخروج الى مسجد الجمعه البعيد ... نغتسل و نتوضاء ... يأخذ جدي مظلته البيضاء لتحمينا من أشعة الشمس الحارقه ... و نخرج مرتجلين إلى المسجد ...

جدي يُسَبِّح و يدعو طول الطريق و هو حاملاً المظلة بيمينه ... يحاول دائما أن أكون في ظلها ... نصل الى المسجد ... نخلع نعلينا و أضعهما في مكان مناسب ... ندخل من باب المسجد ... سبحانك اللهم و بحمدك ... اللهم صل على محمد ... اللهم إفتح لي أبواب رحمتك ... قالها جدي بصوتٍ جهوري أثناء دخوله ... نقف في الصف الأمامي ... آخذ المظلة من جدي بعد أن أَغْلَقَها و أضعها أمامه ... نصلي ركعتين تحيةً للمسجد ... جدي يستمر في الصلاة بينما أجلس أنا بعد السلام  ... آخذ مصحفاً قديما و أبداء بالقراءة ببطء ... حيث أني ... صغيرا لازلت ... حديث عهدٍ بالقراءة ... حروف طبعة القرآن هذه ... ذات أشكال غريبه ... صعبة على طفل للتو أنهى صفه الأول ... ينهى جدي ماكتبه الله له من صلاه ... يقترب مني ... يستمع إلي ... يُصَحِّح لي بعض الأخطاء ... يشجعني بعباراةٍ تشجيعيه عده ... بحماس أواصل القراءة ...

يدخل الإمام ... يُسَلِّم ... فيُرفَع الأذان ... يخطب الإمام خطبتين قصيرتين ... نصلي ... ننهي الصلاه ... فيخرج الجميع ... أمام المسجد كان هناك الكثير من الباعين ... وقف جدي لدى بائع الرُطَب ... لديه نوعين من الرطب ... "الخنيزي" و "الخلاص" ... كل نوع مُخَزَّن في أقفاص مصنوعة من جريد النخل ... اشترى جدي قفص من كل نوع بريالين للقفص الواحد ... و عدنا الى بيت جدي كما جئنا ...

قبيل المغرب بقليل ... ودَّعنا جدي و عمتي و عدنا الى بيتنا عبر الكثبان الرمليه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...