أخرجت الأغنام مع أخي ... بصحبة جدي الحبيب كنا ... ... اتجهنا ناحية الشرق ... نحو الكثبان الرمليه ... حيث القليل من الأعشاب ... ... تركنا الأغنام في مرعاها البسيط ... الجو بديعٌ هذا اليوم ... هواء عليل قادم من الشمال ... رطوبة خفيفه ... هدوء الصحراء ... هدوء صباح يوم الجمعه ... فرحةً في قلبي تزداد ... أتذكر أن اليوم ... هو أول يومٍ في العطلة الصيفيه ... تزداد الفرحة أكثر ... ... لاأعتقد أن أخي لديه نفس الشعور ... فهو لم يدخل المدرسة بعد ... لم يجرب رعب اليوم الأول ... لم يرى المدير و هو يوسع الطالب المسكين ضرباً ... ياإلهي ... شعورٌ مزعج يجب أن أتخلص منه ...
جدي يقطع حبل أفكاري ... يطلب منا الجلوس بجانبه ... في ظلال شجرة الأثل الكبيره .. و كذلك نفعل ... ... يحدثنا عن قصص سابقه ... سمعها من والده ... وكأنه يُعرض فيلم سينمائي أمام أعيننا ... حكاياتهُ مشوقةً جداً ... وكذلك طريقة إلقاءه ... أخذنا في رحلةٍ الى الماضي ... حيث الإنسان يكابد كثيراً ليعيش ... أخبرنا عن قصة "الشركه" عندما قدمت لأول مرة الى المنطقه ... أخبرنا عن قصة أول عمل له ... أخبرنا .... و أخبرنا ... و أخبرنا ... موسوعة تاريخيه حيه ... أَثَر السنين بادٍ على محياها ... علمته المحن التي عاصرها ... الثبات و الهدوء و الحكمه ... ...
فجأه ... شيء يتحرك فوق الرمال ... أشد انتباه جدي إليه ... يقوم جدي بحرص ... نحن نراقبه بانتباه ... يذهب ... يقبض على شيءٍ ... يرجع و هي يخفيه في كفيه ... فضولنا يزداد ... نريد أن نعرف ماهو ... يبحث عن خيط ... يأخذه ... و يربط به هذا الشيء ... يضعه على الأرض ... ممسكاً بالخيط يتركه ... ماهذا ... نبتعد عنه في خوف ... سحليه صغيرة ... غريبة الشكل ... مليئة الجسم ... سُمْكُها متماثل من أول رأسها حتى ذيلها ... غريب شكل رأسها ... لها فمٌ أحمر يشبه فم الإنسان ... يخبرنا جدي أن هذه سحلية أليفه ... تدعى "دمُّوسه" ... تعيش في هذه المنطقه ... إذا أحَسَّت بالخوف ... تغوص داخل الرمال ... إلى أن تختفي ... نحاول أن نُمسِك بها ... ياله من جلدٍ ناعم ... نلعب معها قليلاً ... نخبر جدي بأننا نريد أن نريها والدتنا و أخواتنا ... يوافق جدي بشرط أن نعيدها سالمة الى مكانها هذا و اطلاقها حُرَّة ... ننطلق الى بيت جدي و معنا ال"دمُّوسه" لنريها لهم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق