يا الله ... ما أنا بفاعل ... الجوع و العطش يضعف جسدي و ينهكني ... أتجلد ... أصبر ... لأن هدفي أن أتم هذا اليوم صائماً ... و سوف أقوم بذلك ... غدآً سوف أفطر ... فقد قالت لي أمي بأني صغير و لايجب علي الصيام ... لذلك قررت أن أفطر يوماً و أصوم يوماً ...
تنصحني أمي بأن آخذ غفوةً ... لايلبث بعدها إلاّ أن تأتي نهاية هذا اليوم ... أذهب إلى فراشي ... مصطحباً معي عدداً من مجلة "المختار" ... أتصفحها ... لاتعجبني ... فلاتكاد توجد بها صور ... تغريني بمواصلة القراءه ... أرميها جانباً ... و أطلق العنان لخيالي ... أقترب من طائر اليوم ... أركز على مارأيت في أول يومي ... حتى يغلبني النعاس ... فأنام ... ...
"بكر ... بكر ... قم .. الفطور جاهز ... و الشمس أوشكت على المغيب "... أقوم فاركاً عيني ... أتوجه إلى دورة المياه ... أغسل و جهي و أتوضاء ... الجميع متحلقٌ حول السفرة في الفناء الصغير ... رائحة زكيةٌ شهيةٌ تملأ المكان ... أخرج من الباب المفتوح ... أقف في الشارع منصتاً لعلامة الإفطار ... معظم أبناء جيراننا يقفون خارجاً لنفس السبب ... دُمْ دَدَدَدَدَدُم ... أنطلق عائداً ... أخبر الجميع بأن سمعت دوي "الوارده" ... أجلس بجانب أبي ... "اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت فتقبل منا إنك أنت السميع العليم" قالها أبي ... و تناول تمرات بدأ إفطاره بها ... و كذلك فعلنا ...
سفرةٌ عامرةٌ بأنواع عديده ... آنية ثريد باللحم و الخضروات في منتصف السفره ... صحني هريس باللحم أجادت والدتي صنعه ... كَسَتْه دهناً بقرياً للتو قدم من أم فريد ... و هذه من عادات والدتي ... تصنع الهريس في أول أيام الشهر المبارك ... و توزعه على جميع أهالي الحي ... صحني "ساقو" ذو لونٍ أحمر للتحليه ... صحن "نشا" قادم من بيت جمعه ... صحن رز بالماش "مموش" قادم من أحد الجيران ... أواني الشوربه موزعةً على الجميع ... آكل القليل من كل شيء ... أشرب الكثير من الماء ... أنهي إفطاري ... أصلي ... أستأذن أبي و أمي بأن أخرج إلى الشارع ... لأجتمع بأطفال الحاره ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق