الاثنين، 25 يونيو 2012

٦١- قبل الإفطار

صغيراً كنت ... و لازلت ... يوقظني أبي من نومي ... يدعوني لمرافقته إلى السوق ... اليوم طويلٌ جداً ... و كأنه لايوشك على الإنتهاء ... أقوم عطِشاًٍ ... جائعاً ... أغسل وجهي ... آلبس ثوباً نظيفاً ... رائحةٌ زكيه قادمةٌ من المطبخ ... أمي في المطبخ تحضر طعام الإفطار ...

الجو حاراً رطباً ... أخرج من باب البيت ... ألحق بأبي ... أضع كفي الصغيره في يد والدي ... و أصحبه ماشياً ... فالسوق غير بعيد ... لم ننعطف يساراً بعد بيت جارنا جمعه ... كما اعتدت ... نقطع شارع العزيزيه ... و نتوجه إلى البحر  ... نمشي بمحاذات الشاطئ ... هناك نسمات هواء خفيفه ... أمواج البحر الهادئه تتكسر تحت قدمي ... أمسك بحجر صغير ... أرميه بزاوية صغيره ... لأراه يتقافز على سطح البحر ... مرات عده ...

 أركض أمام أبي ... يدعوني أبي إلى الهدوء ... مؤشراً بعيداً حيث طائراً ذو سيقان طويله ... قريباً من الشاطئ ... نقترب منه بهدوء ... نقف عنه غير بعيد ... نتأمل في خلقه ... سبحان الخالق ... سيقان طويلة جداً ... ريش أبيض يخالطه لون وردي ... منقار طويل حاد ... يكسوه لون أصفر في أعلاه ... رقبة طويلة جدّاً ... يمد رقبته إلى الأسفل كل حين ... ليلتقط سمكةً صغيرة من البحر ... هادئ جداً ... يقف في ترقب لمرور سمكة أخرى ... و هكذا دواليك ... نتركه يواصل الحصول على رزقه و نستمر في طريقنا ... ننعطف يساراً قاصدين سوق الصبيخه ...

السوق نشيطٌ جداً ... أصوات المتسوقين و البائعين ... تختلط لتكون مجموعة أصوات متفاوته مستمره بدون انقطاع ... تزداد و تنخفض شدتها كل حين ... هناك بائع الرطب ... آنواعٌ كثيره في أقفاص من جريد النخيل ... بائع الليمون ... واضعاً بضاعته في سله محاكةٍ من سعف "خوص" النخيل الملون ... مملوءة ليمون أخضر ... طازج ... تشم رائحته من بعيد ... بائع السمك ... لديه عدة مجموعات من سمك الصافي ... كل خمس سمكات ... مربوطة مع بعضها بخوصة عبرت خلال خياشيمها و ربط طرفيها ... بائعين أخر للبقل و الرويد و الطروح و الطماطم ... كلٌ يعرض بضاعته على جانبي ممر السوق ... و يدعو الزبائن إليها موضحاً جودتها ... نشتري قفصاً من الرطب الخلاص ... قليلاً من الليمون الأخضر ... قليلاً من الطروح و الطماطم ... و نعود أدراجنا من حيث أتينا ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...