الاثنين، 11 يونيو 2012

في بيتنا بقره

صغيراً كنت ... و لازلت ... نعمةً كانت عدم وجود الثلاجات المنزليه ... على صحتنا ... فأكلنا دائماً طازج ... لانعترف كثيراً بتاريخ الصلاحيه ... في الواقع ... ليس له وجود ... نشتري مانحتاجه ... بالكميه المطلوبه ... لنستعمله في اللحظه ...

زادُنا قليل ... أكلُنا قليل ... حركتنا كثيره ... لانسمع بمرض السكر و الضغط و الكلسترول ... كما هو شائعٌ الآن ... جدتي ... أم والدي ... تسكن معنا في غرفةٍ خاصةٍ بها ... قررت شراء بقره تمدنا بالحليب و الزبد ... لنصنع منه اللبن و السمن ... في ذات يومٍ قمت من الصباح الباكر على جلبةٍ مزعجه ... أخرج من الباب لأرى عدة أشخاص يقودون بقرة ... يقصدون بيتنا ... جدتي لدى الباب ... تدلهم على الطريق ... يُدخلون البقرة عبر الفناء الصغير ... إلى الفناء الكبير ... و يربطون البقرة في الركن القاصي من الفناء ... داخلني خوفٌ و فرح ... فلقد إنضم ساكنٌ جديد إلى سكان الفناء الكبير ... حيث يوجد لدينا دجاجاتٌ عدة و ديكها ... عددٌ من  الأرانب ... و الآن هذه البقره الكبيره ... وقفت منها غير بعيد ... أتمعن فيها ... بقرة ذات جلد أسود ...  مع وجود بقع بيضاء كبيره على الجنبين ... مفزوعةً كانت ...

جائت جدتي ... و جلست بجانبي ... تخبرني بأن هذه البقره سوف تمدنا بحاجتنا من الحليب و الزبده ... لم أستوعب ذلك ... فكيف يخرج حليباً صافياً أبيضاً من هذا المخلوق المخيف ... الخشن ... زبدةً أيضاً ... لا أظن ... ساعدت جدتي فى إطعام البقره بما توفر من بقايا أكلنا ليوم أمس ... مع القليل من الحشيش "الجَتْ" كما نقول ... لاأزال خائفا منها ... في صباح اليوم التالي ... ذهبت والدتي بحرص إلى البقره لكي تحلبها ... بدون أي مقاومه ... سمَحَت لها بعمل ذلك ... بدأت والدتي بغسل ضرع البقرة ثم بدأت بحلبها ... فملئت وعاءً معدنياً كبيراً ... أخبرتني والدتي بأنها اليوم سوف تغلي هذا الحليب لكي نشربه على الفطور ... و من الغد سوف تجمع الحليب لكي تخضه لتصنع منه زبد و لبن ...

هناك تعليقان (2):

  1. والدي الغالي ننتظر جديدك بفارغ الصبر

    ردحذف
  2. نظراً لإنقطاع خدمة الإنترنت في معظم الأيام هنا في شيبه لم أستطيع مواصلة الكتابه حيث أني أعتمد على شريحة موبايلي ثري جي. أرجو من الجميع أن يلتمسوا لي العذر شاكراً لكم صبركم و تلهفكم للمزيد.

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...