الأحد، 24 يونيو 2012

٥٩- السحور

صغيراً كنت ... و لازلت ... متشوق لتجربة السحور ... و متشوق ليوم غد ... أول أيام شهر رمضان المبارك ... أحس بأن الجميع تغير للأحسن ... فقط ... بإعلان دخول الشهر الكريم ... فكيف يكون حالهم ... في منتصف أو آخر الشهر ... سبحان الله ...

قررت أن أجرب الصيام ليوم غد ... و بتشجيع من والِدَيَّ ... سوف أبذل قصارى جهدي ... و أقصى طاقة تحملي ... لِأُتِمَّ صيامه و قيامه ... بمشيئة الله عز و جل ... نذهب لنخلد للنوم ... على فرشنا المبسوطه  ... على صعيد الفناء الداخلي الكبير ... ... اشترى أبي في هذا اليوم مروحةً دوّاره ... تساعدنا على تحمل حرارة و رطوبة هذا الجو الخانق ... تدور لتهفّ علينا نسيماً بارداً ... يلطف من حرارة أجسادنا ... و يساعدنا على النوم ... أستلقي على فراشي ... أضع رأسي على الوساده القطنيه ... و أسحب لحافاً خفيفاً ليغطي جسدي ... المروحه تدور يميناً و يساراً ... ينوبني هوائها العليل في فترات قصيرةً متقطعه ... كلما ابتعدت عني ... يكون لها أزيزاً رتيباً ... لايكاد يخبو تدريجياً ... حتى أغط في سباتٍ عميق ...

توقظني والدتي ... و تأمرني بغسل وجهي ... و الجلوس مع الجميع على سفرة السحور ... إناء مملوء لبناً يتوسط السفره ... صحناً به خبز رقاق ... إبريق شاي بالحليب ... صحنا من التمر ... و طاسة بها ماءً تتوسطه قطعة ثلج ... نسمي بالرحمن و نطلب البركة من الله عز و جل في سحورنا هذا ... أبي و أمي يغمسون التمر بالبن بعد أن ينزعوا منه "الطعامه" و يفردونها على شكل نصف كروي ... أنا و أخواتي نفضل أن نكسر خبز الرقاق ... و نصب عليه الشاي بالحليب ... و نأكله ... ننهي سحورنا ... نحمد الله ... نشرب ماءً بارداً ... ثم ننتظر الأذان لنصلي و نكمل نومنا ... تطلب والدتي مني أن أشرب ماءً كثيراً حتى لا أظماء غداً ... فاليوم طويل ... و الجو حار ... شربت ماءً حتى امتلئت ... خوفا من أن أموت من الظماء ... أتوضاء .... أصلي بعد الأذان ... و أذهب لكي أنام ... في الغرفة الصغيره ... فقد نقلت والدتي فرشنا اليها ... مع المروحه الدوّاره ... لتحمينا من الشمس  ... التي سوف تمطر الأرض بأشعتها بعد قليل ... ... فراشي بارد ... مريح ... أضع رأسي على مخدتي ... أنام ... و أنا سعيداً لمشاركة أسرتي في بَرَكة السحور ... و متشوقاً لغد أُصبح فيه و أنا صائم ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...