ماذا أفعل من الآن حتى يحين وقت الإفطار ... يجب علي أن لا أخرج ... فأشعة الشمس قويه ... تسبب العطش الشديد ... أجول بعيني في أطراف الغرفه ... هناك عدد من مجلات "العربي" على الأرض ... أرفعها ... أعود إلى فراشي ... أستلقي ... وأبحر معها ... أقراء مقالاً علمياً مثيراً للدكتور أحمد زكي عن الخفاش ... عجيب أدب الدكتور زكي ... يعطيك معلومات علميه جامده ... في قالب أدبي سلس ... سهل الهضم ... حتى لطفل في مثل سني ... أستمر في القراءه باهتمام ... حتى يغلبني النوم ... تترك أناملي المجلة ... أنام ... و عدد "العربي" واقعٌ على صدري ...
توقظنا أمي لصلاة الظهر ... أجلس و أنا نصف نائم ... أقوم بِكَسَل ... أتوضاء ... ألبس ثوباً مكرمشاً ... و أصلي ... أذهب إلى المجلس ... حيث والدي ... في مرسمه ... يمارس هوايته في التخطيط و الرسم ... يرحب بي ... يسألني إن كنت جائعاً ... أجيبه بالنفي ... و أقف لديه أرى ماهو فاعل ... يضع ورقةً جديده على سطح الطاوله ... يقوم من كرسيه ... يدعوني للجلوس عليه ... و استخدام مراسمه و ألوانه ... أكاد أن أطير فرحاً ... فهذه هي المرة الأولى التي يسمح لي فيها بذلك ... أجلس على كرسيه فرِحاً ... يدربني على رسم زهرة اللوتس ... يتركني و يذهب لينام ...
وحيداً في المجلس ... رافعا القلم بيدي الصغيرتين ... أخط خطوطاً مقلداً والدي ... جميلٌ الرسم ... يأخذك بعيداً عن واقعك ... يطلق العنان لخيالك ... تستطيع تجسيد ماتريد ... و اعطاءه اللون الذي ترغب به ... أرسم طائراً أزرق اللون ... ذو عيونٍ حمراء ... لاتوجد قيود أبداً ... سمكة تطير ... و سيارةً لها أربعة أرجل ... أتخيل و أضع ماتخيلته على الورق ... لا ممنوعات ... لا حدود أبداً ... حرية تامه ... في عمل ماأريد ... تعبأت الورقة كلها ... بشخبطات طفوليه ... أراها إبداعاً ... تدخل أصغر أخواتي ... أختي هيا ... يعجبها صنيعي ... أنتشي ... يزداد أحساسي بأهمية ما صنعت ... و تزداد ثقتي بقدراتي ... يؤذن لصلاة العصر ... أترك المجلس ... لأصلي ... و أحصل على غفوة ... حتى يحين وقت الإفطار ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق