الاثنين، 11 يونيو 2012

ماء بارد

صغيراً كنت ... و لازلت ... أشغل تفكيري بعمل شيء طول الوقت ... و أقوم بعمله ... حتى الحصول عليه ... ... في ذلك الزمن ... لانفكر بالرفاهية كثيراً ... لسببٍ واحد ... و هو جهلنا بوجودها أصلاً ... الجميع قانع بما كتبه الله له ...

الجميع شاكراً لنعمة الأمن و العافيه و الحصول على قوت اليوم ... قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي و قال حديثٌ حسن ، رياض الصالحين، حديث رقم ٥١٠.

الطقس حار جداً ... رطوبه خانقه ... يخففها تحريك الهواء أمام وجوهنا بالمروحه اليدويه ... أو "المهفه" كما نطلق عليها ... و التي تصنعها كل أسره  من الجريد و السعف ... و يوجد العديد منها في كل بيت ... لأهل البيت و الضيوف كذلك ... ... في هذا الحر الخانق ... نحتاج لشرب كميات كبيره من المياه ... لتعويض مانفقده من السوائل ... لهذا ... نخزن ماء الشرب في زير كبير مصنوع من الطين له غطاء من الخشب ... ندعوه "حِبْ" ... و الذي له خاصيه تساعد على تبريد المياه ... حيث يساعد جدار الزير على ترشيح المياه من خلال مسام الجدار الطيني ... و بفعل حرارة الجو ... يتبخر الماء ... مصطحباً معه بعض الحراره من الماء ... و هكذا حتى يبرد الماء ... فيكون مقبولاً ...

إذا أردنا ماءاً أبرد من ماء "الحِبْ" ... خصوصاً في أيام مواسم الليمون البلدي الأخضر ... حيث نصنع منه عصير ليمون بالسكر ... فيجب علينا الحصول على قطعة من الثلج ... الغير متوفر في تلك الأيام ... لعدم وجود ثلاجات منزليه ... يرسلني أبي لشراء قطعةٍ من الثلج ... آخذ منشفه لكي أضع قطعة الثلج فيها ... و أذهب إلى طرف الشارع في الصباح الباكر ... منتظراً سيارة الثلج ... التي تدور على المناطق ... لبيع الثلج على الأهالي ... و على أصحاب الدكاكين الصغيره و القليله ... فترى معظم الأهالي مجتمعين ينتظرون ... لشراء حاجتهم اليوميه من الثلج ...

تصل سيارة الثلج و تقف ... أنطلق الى خلف السياره علني أحظى بنصيبي من الثلج ... قبل أن ينفذ ... أقف أمام باب صندوق السياره الخلفي ... ينزل السائق ليفتح باب الصندوق الخلفي ... يخرج بعض الضباب البارد من فتحة الباب ... ضباب منعش ... بارد ... يلطف من حرارة جسدي ... داخل الصندوق عدة قوالب كبيره من الثلج ... أناوله نصف ريال ... فيكسر لي قطعة من القالب ... حسب تقديره ... و يناولني إيَّاها ... ألفها بالمنشفه ... و أنطلق مسرعاً إلى البيت قبل أن تذوب ... أناولها والدتي فأحظى بقطعةٍ صغيره منها ... أضعها في فمي متلذذاً ببرودتها الفريده ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...