السبت، 30 يونيو 2012

٦٨- سقراط

صغيراً كنت ... و لازلت ... أمشي مع خالي محمد على رصيف شارع الأمير محمد ... مكتبة النهضه الأدبيه على يسارنا ... بعد التقاطع ... محل "سقراط" على يميننا ... المحلات على جانبي الشارع ذات أنوار مبهره ... معظم المتسوقين أجانب ... أشكال غريبة بالنسبة إلي ... ...

تجذبني الكتب المعروضه في واجهة المكتبه ... أطلب من خالي الدخول ... يالها من كتب كثيره ... معظمها باللغه الإنجليزيه ... ثروة هائله من المعلومات ... أتصفح أحدها ... صورٌ كثيرةٌ ملونه ... معلومات علميه مهوله ... كتب كثيره مكدسه ... أكثر من أعداد مجلة العربي و المختار و طبيبك و الوعي الإسلامي التي يحتفظ بها والدي ... مندهش أنا لوجود هذه الأعداد الكثيره ... و فرحٌ لوجود امتداد لمكتبة والدي المتواضعه ... هناك في الركنة البعيده ... بعض القصص المصوره ... أمسك واحدة ... يجذبني مافيها من خيال ... و أحداث رسمت باليد ... و كتبت باليد كذلك ... أطلب من خالي إن كان في الإمكان الحصول على هذا العدد ... بدون تردد يتوجه لتسديد ثمنها ... ريال واحد فقط ... أكاد أطير فرحاً ... غنيمة لم أتوقع الحصول عليها ... أبتسم لخالي ابتسامة شكر و عرفان ... نخرج من المكتبه ... و في يدي كيس ... به أول مجلة أشتريها في حياتي ... ممتن كثيراً لخالي محمد ... الذي يلبي جميع طلباتي ... مهما كانت ... و يبذل قصارى جهده ... في إسعادي ...

نخرج من المكتبه ... قاصدين "سقراط" ... نعبر التقاطع من جهة اليمين ... ندخل المحل ... طاولات صغيره مرتفعه ... تحيط بها كراسي ذات سيقان طويله ... يحملني خالي ليجلسني على أحدها ... و يجلس على الكرسي المقابل ... يأتينا رجل أنيق ... مرتدياً ملابس جميله و نظيفه ... يطلب منه خالي عصير برتقال ... و ... همبرغر ... عرفت البرتقال و لكن ماهو هذا الهمبرغر! ... هناك أربعة أشخاص في المحل متوزعين على طاولتين ... يتجاذبون أطراف الحديث ... بهمسات لاتكاد تسمع ... إناره صفراء خافته ... جو هادئ ... بارد ... خيالي ... أنظر إلى خالي مبتسماً ... سعيداً ... في انتظار مفاجئات خالي المعتاده ... انتظرنا طويلاً ... حتى جلب لنا الرجل ذو الملابس الأنيقه ... كأسي عصير برتقال ... في كل كأس ماصَّه ... و صحنين من الخزف الأبيض ... وضعهما أمامنا ... و جلب لنا قاروره بها معجوناً أحمر ... و ضعها في منتصف الطاوله ... قال عدة كلمات ... شكره خالي ... و انصرف ... صحني أمامي ... به عدد من حبات البطاطس المقلي ... و شيء ملفوف بورق أبيض شبه شفاف ... أنتظر لأرى فعل خالي ... لأقلده ... أنزع الورق من الشيء ... هناك خبزتان مدورتان ... أفتح الخبزه العلويه لأرى مكونات هذا ال"همبرغر" ...قطعة بصله دائريه ... فقطعة طماطم ... فقطعة خس ... فلحمة دائرية كذلك ... مقلداً خالي أضع عليها قليلاً مما في القاروره ... معجونا أحمر ... أغطيها ... أبدأ في قضمها ... طعم لذيذ جداً ... أعرف أن اللحم يوضع فوق صحن الرز أو في المرقه ... و لكن أن يوضع في خبزه ... فهذا غريب جداً ... يخبرني خالي بأن مافي القارورة يدعى "كاتشاب" ... طعمه لذيذ جداً ... أنهي ال"همبرغر" و أعود للبطاطس ... طعمها بال"كاتشاب" خيالي ... و طريقة طهيها مقلية بالزيت غريبة و لكن جد لذيذه ... طعامٌ غريب لذيذ ... ننهي وجبتنا ... في شوق للذهاب إلى البيت لأقص لأسرتي مغامرتي مع خالي ... و الغرائب التي رأيتها و تذوقتها ... و كذلك لأقرأ القصه المصوره التي اشتراها لي خالي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...