الخميس، 7 يونيو 2012

الفلعه

صغيراً كنت ... و لازلت ... أحب تجربة كل جديد ... عندما أرى شيئاً جديداً ... أتمنى أن أجربه ... حتى عندما يكون خطيراً ... لاأفكر في العواقب كثيراً ... أخاف في البدايه ... أبادر بعمل الحركه ... بتركيز ... متمنياً أن أستطيع تخطي حاجز رعب أول مرَّه ...

تعجبني حركات أبطال السيرك ... عندما يتأرجحون و يتشقلبون ... تعجبني حركاتهم الجمبازيه ... دورانهم ليعودوا مرةً ثانيه واقفين على أرجلهم ... و الأكثر لعبة الترامبولين ... حين يقفز فوق أرضية مطاطيه ... تساعدهم على القفز العالي ... و من ثم ... يدورون في الهواء حول أنفسهم أكثر من دوره ... يجعلون الحركه تبدوا بسيطةً جداً ... لدرجة أني أعتقد أنه يمكنني القيام بها ... مع أنهم تدربوا عليها سنين طويله ... تدريباً يومياً ... إلى أن أجادوها ... و استطاعوا تقديمها بهذه البساطه ...

في غرفة جدتي ... يوجد هناك صندوق تلفزيون ضخم ... فارغ ... و بجانبه سريرٌ حديدي ... عليه فراشٌ قديم ... عندما لايوجد أحدٌ في الغرفه ... أقوم بالقفز فوق السرير ... مقلداً أبطال الترامبولين الذين أراهم أحياناً في التلفاز ... أخي غازي يراني أقوم ببعض الحركات منبهراً بقدرتي على ذلك ... كذلك أصغر أخواتي ... ... في أحيان كثيره ... ينذورنني عند قدوم والدي لكي أكف عن القفز فوق السرير ...

في يومٍ من الأيام ... وبينما كنت أقوم بالقفز فوق السرير ... قررت أن أحاول الدوران دورة كامله حول نفسي قبل أن أرجع إلى الأسفل ... حاولت مراتٌ عده ... و لكن لم أستطيع ذلك بسبب الخوف ... عقدت العزم على محاولة أخيره ... صرت أقفز بقوةٍ فوق السرير ... و بشجاعةٍ درت نصف دورةٍ في الهواء ... و فجاءه ضرب رأسي بركن صندوق التلفزيون ... و انغرس الركن القوي داخل رأسي من المنتصف ... وقعت على الأرض ... لم أحس بأي شيءٍ من قوة الصدمه ... و إذا بالدماء تفور من رأسي ...

إنطلقت أصغر أخواتي لتخبر والدتي و خالي محمد ... الذي للتو وصل لزيارتنا ... هرعوا مسرعين ... حملني خالي الى سيارته ... و أخذني إلى مستشفى فخري بصحبة والدتي ... الى غرفة الطوارئ في الحال ... قام الدكتور المناوب ... بخياطة رأسي بثلاثة عشر غرزه ... و بدون مخدر ...  و أنا أصيح من شدة الصدمة و الألم ... ... لم أحاول القفز على السرير مرةً ثانيه فلقد كان درساً قاسياً لطفل في مثل سني ...

هناك تعليق واحد:

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...