الخميس، 28 يونيو 2012

٦٦- الصيام

صغيراً كنت ... و لازلت ... أحببت الصيام ... و مكابدة نفسي ... و التغلب على شهواتي ... كطفل صغير ... حرم نفسه مما لذ و طاب ... من أصناف الأكل الرمضاني ... و من شربة ماء بارد ... لمدة نهارٍ كامل ... شعور نجاح كامل ... بمرتبة الشرف ... سمو نفس ... و تقدير ذات ...

أطلب من أمي أن تسمح لي بمواصلة الصيام ... فهي تخاف علي من الأذى ... تجوع لجوعي ... و تظمأ لظمئي ... فتخبرني بأنها سوف تسمح لي بذلك ... في العشر الأواخر من الشهر الكريم ... أُقَبِّل جبينها ... وأعدها بإتمام العشر الأواخر ... صائماً إنشاء الله ... تطلب مني أن أقرأ عليها من القرآن الكريم ... و كذلك أفعل ... <>بسم الله الرحمن الرحيم <١> قل هو الله أحد<٢> الله الصمد<٣>لم يلد و لم يولد<٤> و لم يكن له كفواً أحد<> ... صدق الله العظيم ... تقبلني مشجعة إياي ... و تطلب مني الإستمرار ... حيث أن تلاوة القرآن لها فضلٌ و أجرٌ كبير ... خاصةً في شهر رمضان .. و الإنسان صائم ... أستمر بينما خرجت أمي من الغرفه ... قاصدةً المطبخ للبدأ في تحضير الفطور ... أقرأ حتى صلاة العصر ... أصلي ... و أغفو حتى يحين وقت الفطور ...

شبه نائم كنت ... أسمع حديث من حولي ... ولكن لازلت بين اليقظة و النوم ... أركز قليلاً ... هذا صوتٌ أعرفه ... هذا صوتٌ أحبه ... نعم ... هذا صوت خالي و صديقي محمد ... أفزُّ من مفرشي قائماً ... نعم هو جالس يتحدَّثُ مع أمي ... آتيه من خلفه ... أقفز على ظهره ... فيصارعني ... و يرفعني فوق رأسه ... حتى ألقاني في حضنه ... يدغدغني ... و أنا أضحك سعيداً بمجيئه ... أقبل رأسه ... و أجلس بجانبه ... تخبره أمي بأني صمت نصف الأيام الفائته ... يفرح لذلك ... و يخبرني بأنه سعيد لذلك ... و لهذا سوف يأخذني إلى شارع الأمير خالد بعد صلاة التراويح ... أكاد أطير فرحاً ... فصحبة خالي لاتُمل ... نفسه خفيفه ... يده كريمه ... وفوق هذا كله ... فهو يحبني كثيراً ... أسأل الله أن يعطيه العافيه ... و الصحه ... اللهم آمين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...