صغيراً كنت ... و لازلت ... أحب بعض الطقوس الجميله ... التي نقوم بها كأسره ... قبل دخول شهر رمضان الكريم ... ... خبز الرقاق ... صنفٌ قوي الحضور في موائد رمضان ... لاتكتمل بدونه ... لذا ... تقوم أمي بتحضير خبز الرقاق ... قبل دخول رمضان بأسبوع ...
ياله من صنف يحتاج لجهدٍ كبير ... ... يوجِبُ علينا القيام برحله إلى "لنيه" ... من أجل تحضيره باستخدام ... جريد و سعف النخيل ... منذ بداية اليوم ... تبداء أمي بتحضير العجينه ... الخاصة بخبز الرقاق ... و بعد صلاة العصر ... يأخذنا أبي إلى "لنيه" ... فرحين كنّا ... نتقافز إلى صندوق الشاحنه ... تركب أمي في مقدمة السياره ... أخي غازي يصر على الركوب معنا ... في صندوق الشاحنه ... أضعه بجانبي ... و أمسك به جيداً ... ننطلق إلى مقصدنا ... ينحرف والدي يميناً ... سالكاً طريق العزيزيه ... والذي ينتهي غير بعيد من بدايتنا ... حيث تحتل الكثبان الرمليه قسماً منه ... يالها من مغامرةٍ شيقه ... عندما يصعد أبي بشاحنته على الرمال ... ... ... يقصد أبي مجموعةً من أشجار النخيل ... "حِيِشْ" كما نطلق عليها ... ويقف لديها ... نتقافز من صندوق الشاحنه ... أساعد أخي غازي على النزول ... و ننطلق إلى أعلى الكثيب الرملي القريب ...
الجميع يساعد في جمع الجريد و السعف الناشف ... والدتي تعد موضع النار و تضع فوقه "التاوه" الحديديه ... و تضع أسفلها ما جمعنا من جريد ... تشعل النار ... نتحلق حولها لنرى ما هي فاعله ... و نحن في شوق للفوز بأول خبزةٍ يتم خبزها ... تبداء والدتي بأخذ قبضة من العجين ... تضعها في مركز "التاوه" ... ثم تقوم بفردها بحركة دائرية حلزونيه ... حتى تنتهي على طرف "التاوه" ... مشكِّلَةً قرص ذو استدارةٍ تامه ... تتركه قليلاً ... ثم تبداء بإزاحة العجين الزائد بواسطة سكين ... بحركات سريعه خاطفه ... ثم تبداء بإزاحة القرص من "التاوه" ... و ذلك بوضع طرف السكين تحت حافة القرص ... حتى ينفصل عن "التاوه" ... فتسحبه و تطويه طيتين ليصبح على شكل مثلث ... و تعطينا إياه لنقتسمه ... لذيذ طعم القرص الساخن ... نأكله و نذهب لنلعب ... نتسابق مع أبي إلى أعلى التل ... أبي سريعٌ جدّاً فقد سبقنا جميعاً ...
في نهاية اليوم ... نترقب آخر العجين ... حيث اعتدنا على أن تكون آخرها ... مختلفة عن باق الخبز ... حيث تكسر والدتي على العجين بيضه ... تخفقها مع العجين جيداً ... و تفردها على "التاوه" كسابقتها ... ثم نتناولها مع كأس من الشاي ... فنعود أدراجنا إلى البيت في نهاية يومٍ سعيد آخر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق