الجمعة، 28 أكتوبر 2022

قبل أن أكون

 قبل أن أكون


يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد، نهيم في عالم لا نعلم كنهه، حتى أذن الله لنا بالخروج من ظهور آبائنا، نتسابق مع آلاف الأقران أينا يسبق لينعم بالاندماج مع نصفنا المقدر، لنتشكل في أرحام أمهاتنا بعد فوزنا بذلك السبق الذي نتج عنه موت آلاف الأقران وبدء حياة مخلوق طموح سبّاق مبادر أناني وحيد. بدئنا حياتنا بأنانية محمودة، لنحظى بشرف حمل الأمانة التي عجزت السماوات والأرض ان يحملنها وحملها الإنسان الجهول. 

بدأنا حياتنا أجسادًا بلا ارواح، أجسادًا روبوتيّة طفيليّة في أرحام أمهاتنا نتغذى من أجسادهن عن طريق أنبوب وحيد متصل بسرّتنا يمدنا بحاجتنا من الغذاء والأكسجين حتى إذا ما قدّر الله وأعاد إلينا أرواحنا التي كانت تهيم في عالمها المجهول لتبدأ انسانيتنا من تلك اللحظة وتبدأ حواسنا في العمل والتطور حتى نكون جاهزين في وقت الولادة المكتوب لنكون فردًا من أفراد هذا العالم الملياري الكبير . نبدأ حياتنا بالبكاء. ومن تلك اللحظة، تتلقفنا أحضان امهاتنا لتغدق علينا الحب والحنان والأمان لتستمر حاجتنا اليها طيلة حياتنا. فحضن الأم لا يماثله هدوء ولا يجاريه سكون. ففي حضن أمك تنام قرير العين، خالي البال، عديم الهم، ساكن النفس. أحيانًا أتمنى أن أعود ذلك الرضيع الصغير الذي يرى الدنيا في عيون أمه وكفا. 






قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...