الأحد، 30 يوليو 2017

طرفة عين

استلقي على سريرك وأغمض عينيك وتفكر في نفسك وعلاقتك بهذه الدنيا. تخيل نفسك مستلق في وسط خيمة صغيرة وحيدة فوق منطقة مرتفعة في جو عاصف بارد. لاتسمع سوى صفير الرياح يحيط بك من كل جانب ولاتشعر سوى بالبرد الذي يسري في عضلات ظهرك وعظام قديمك وأنت ملتحف بغطاء بسيط تحاول أن تغطي به جميع أجزاء جسمك. تقرب ركبتيك من بطنك علّك تدخر حرارة جسمك في أصغر حيز تحت الغطاء. ترتعد من البرد وتستوحش من الوحدة. تبدأ الشمس بالمغيب ويبدأ الظلام بالاستوحواذ على مابقي لديك من نور حتى تجد نفسك بعد مدة في ظلام دامس. تزيد سرعة الرياح لتملأ جمجمتك بوشيش مرعب وتبدأ في التسرب من فتحات الخيمة الصغيرة لتستولي على مابقي لديك من دفء وتطرد من نفسك ماكان فيها من شجاعة وثبات. في هذه اللحظة تغلق عينيك ويستولي عليك شبح النوم ليأخذك قطار الأحلام في رحلة طويلة تنتشلك من حقيقة هذا الرعب البارد وتحلق بك في خيال جميل على شاطئ هادئ وتحت ظل شجرة منيفة.  في طرفة عين تغيرت حالتك النفسية من الأسوأ إلى الأفضل.

يقول علماء النفس أنك أيها الإنسان أنت المسؤول الوحيد دائماً عن شعورك السلبي. فى الحقيقة، كل واحد منا هو الشخص الوحيد على هذه الأرض الذي يمكن أن يدخل السرور لقلبه أو يجلب التعاسة لنفسه. فبدلًا من الركون إلى المبررات السلبية ومحاصرة النفس بأوهام تدميرية، ينصح الخبراء بضرورة مواجهة التحديات. تريث برهة من الزمن وحلل المشكلة التي تجابهها وانظر بعين العقل حتى تتضح لك الأمور. احذر من تصديق ما توحيه إليك نفسك من مبررات خاطئة. والأهم من ذلك جميعًا، لاتُضِع وقتك في لوم الآخرين، فقط اطرح عن تفكيرك كل ما يسيئ إلى نفسك وفكر بإيجابية. واعلم أن معظم الأمراض النفسية سببها الأفكار السلبية.

 غير أفكارك تتغير حياتك، ففي طرفة عين تستطيع أن تغير حالتك النفسية، إذا أردت، من حالة كئيبة متلبدة غيومها إلى حالة سعيدة مشرقة شمسها .. فالخيار يعود إليك أنت ..  أنت وحدك. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...