الخميس، 27 يوليو 2017

شيخي

هل تعلم ماهي أصعب حالات الإنتظار؟ هي أن تجلس وأنت ترمق حبيبك المستلقي على السرير الأبيض وهو يخبو رويدًا رويدًا وأنت لاتحسن على شيء. فقط تنظر إليه وهو يتنفس تنفسًا لاإراديًّا، فمه مفتوح وكيس الأكسجين يغطي جُل وجهه الجميل ليشهق بين الفينة والأخرى ولايقوى على غير ذلك. 

الصوت الذي في داخلي يؤنبني بصراخ يؤذي طبلة أذني. هذا هو والدك الذي ربّاك، كَدَح ليل نهار لتستقوي وتكون على ماأنت عليه، فتى قوي لك كلمة مسموعة في بيتك وعملك، عند زوجك وأبنائك، أحفادك وحفيداتك،  إخوانك وأخواتك، أصدقائك وأقربائك، حتى إذا ما ارتفعت شمسك وحلقت عاليًا في سمائك إذ به يطوي أجنحته التي فقدت قوتها ويبدأ في الإنحدار إلى قاع الأرض ليرتاح ويترك لأبناءه وبناته تكملة المسير. لايزال ذلك الصوت يقرِّعني ويستفزني لعمل المستحيل من أجل إعادة القوة والحركة لذلك الجسد الكريم وأَنَّا لي ذلك؟ في هذا الوقت أحس بالضعف الشديد وعدم القدرة على عمل أي شيء أغَيِّر به الوضع للأحسن لينتهي بي المطاف للتَوَجُّه إلى الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور، علَّه يرحم ضعفه ويغفر ذنبه ويشفي سقمه ويكتب أجره ويرفع درجته ويجمعه بأحبائه في جنة عرضها السماوات والأرض عند ولي مقتدر رحيم بعباده كريم بعطائه وهاب لخيره رزاق بفضله عدل قضاءه لطيف حكمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...