سافرت لمدة قصيرة للقيام بزيارة بعض المقاولين الراغبين بالإنضمام إلى قائمة مقاولي الشركة التي أعمل بها حيث قمت بزيارة أربع مناطق داخل وخارج البلاد لمدة عشرة أيّام. خلال هذه السفرة تمكنت من الجلوس منفردًا بعد إنهاء كل زيارة لأتأمل هذه الحياة التي نعيشها. من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة في غرفتي القابعة في الدور التاسع والثلاثين، أرى حياة مدينة وحركة أفراد. سيارات كثيرة تستعمل الطرق الكثيرة معظمها متجهًا إلى وسط البلد. من هذا الموقع أرى آلاف المباني التي تنتشر على مد البصر. ياترى .. لو كانت ألوان البيوت تعكس الحالة النفسية لساكينها، ماهو اللون الذي سوف يطغى على هذا المنظر البانورامي؟ لو كان زجاج نافذتي زجاج سحري يُخْفِي الحزن، كم منزلًا وسيارة سوف تبقى. هل سوف أراهم جميعًا أم يختفى جلها؟ أنظر إلى السماء الزرقاء ليتجسد الفَرَج، لون أزرق طاغٍ يمثل الفرح يخبرك أين يكون. نعم .. هناك في الأعلى رب رحيم كريم يحب أن تدعوه ليفرج عنك ويغير واقعك للأحسن.
لاأزال أفكر في هذا المنظر الجميل الموجود أمامي لهذه المدينة الأردنية العريقة التي يقاسي أهلها وهم يبحثون عن لقمة عيشهم وفي قلوبهم آثار جهاد وكفاح ضد عدو انتزع منهم وطنهم انتزاعًا ودنس أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفي الخلفية هناك صوت خافت لأغنية قديمة تنطلق من التلفاز الموجود خلفي.
لاأزال أفكر في هذا المنظر الجميل الموجود أمامي لهذه المدينة الأردنية العريقة التي يقاسي أهلها وهم يبحثون عن لقمة عيشهم وفي قلوبهم آثار جهاد وكفاح ضد عدو انتزع منهم وطنهم انتزاعًا ودنس أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفي الخلفية هناك صوت خافت لأغنية قديمة تنطلق من التلفاز الموجود خلفي.
ست الحبايب.. ياحبيبه..
يااغلى من روحي ودمي..
ياحنينة وكلك طيبة..
يارب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب.. يا حبيبه..
زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي..
ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي..
انام وتسهري وتباتي تفكري..
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري..
يارب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب.. يا حبيبه..
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي..
أنا روحي من روحك انت وعايشه من سر دعاكي..
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة..
وتحسي بشكوتي من قبل ماأحس أنا..
يارب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب.. يا حبيبه..
لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغاليه علي..
أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية..
نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي..
لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي..
يارب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب.. يا حبيبه..
أستمع إلى كلماتها لتنقض جروحًا قديمة لم تندمل. تعيد إلي ذكريات عزيزة على قلبي. تعيد إلي صورة أمي الحبيبة وهي تنظر إلينا في حب وخوف وفي عينيها تلك اللمعة الزائغة التي تنم عن خوف وعدم ارتياح وكأنها تستقرأ المستقبل وتعاني. تعاني خوفا علينا من شيء تجهله وتحاول أن تمنع عنا مايضرنا ولو كانت إمكانية حدوثه ضئيلة جدا. وتضل تترقب شيئًا لن يحدث تمَعُّنًا في حمايتنا الدائمة.
في هذه اللحظة .. أفتقد أمي.
في هذه اللحظة .. أفتقد أمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق