يوجد لدي حلم .. على شاكلة حلم مارتن لوثر كينق .. عندما نذر حياته ليكون للسود صولةً وجولة في الأراضي الأمريكية .. لكسر العنصرية السائدة .. وفتح أقفال العقول .. ليتقبّل المجتمع الأمريكي السود .. ويصبحوا عنصر أساسي في تحقيق إزدهار البلد ..
هل توجد روحاً للعنصريّة النتنة في بلادنا .. و الجواب نعم و لا .. ففي داخلنا فطرنا إسلامنا على نبذ العنصريّة فإن أكرمكم عند الله أتقاكم .. التقوى هي الميزان .. ليس اللون والأصل .. ولكن باسم الدين نفرق بين المرء وزوجه .. بحجة عدم التكافؤ .. والدين منه براء .. باسم الدين نمنع نسائنا من قيادة السيّارة .. للمحافظة على عِفّتها .. وفي نفس الوقت نسمح لها بالركوب مع السائق بدون محرم لقضاء حوائجها .. والدين من ذلك براء .. باسم الدين نضطهد الأنثى ليخبوا صوتها بحضور الرجل .. لأن الرجال قوّامون على النساء .. و الدين من ذلك براء .. باسم الدين يصبح علاج الزوجة من الكماليّات .. و الدين من ذلك براء .. باسم الدين تكره زميلك الغير مسلم ولاتبتسم في وجهه .. تحقيقاً للولاء والبراء .. والدين من ذلك براء .. باسم الدين نبيح قتل من خالفنا .. بحجة خروجه عن الجماعة .. و الدين من ذلك براء .. باسم الدين نمنع المرأة من العمل إلاّ في ظروف ضيّقة جدّاً .. والدين من ذلك براء .. باسم الدين حرّمنا عيد الميلاد وعيد الزواج مع خصوصيتهما.. بحجة أن للمسلمين عيدين فقط لاثالث لهم .. و الدين من ذلك براء .. ومع ذلك أبحنا عيد اليوم الوطني مع عموميته ليشمل الوطن كله.. والكثير الكثير من المعوِّقات التي نضعها في طريق أبناء مجتمعنا .. وكل ذلك باسم الدين .. والدين منه براء .. فالدين وُجد لييسّر على الناس .. ونحن نستخدمه ليعسّر عليهم ..
حلمي بسيط جدّاً .. التيسير على المسلمين .. والتماس العذر لهم .. وتبسيط حياهم .. وتقليص التحريم ليصل إلى الحد الفاصل بين الحلال والحرام .. الحلال بيّن والحرام بيّن .. وبينهما أمور مشتبهات ..الأصل في حياتنا الدنيا الحِل .. فكل شيء حلال وعلى المحرِّم الإتيان بالدليل الواضح بدون تأويلات و احتياطات .. ماعدا ثلاثة أمور .. الأصل فيها التحريم وعلى من يحلها الإتيان بالدليل الواضح على ذلك .. فالفروج لاتحل إلّا بعقد النكاح الواضح .. واللحوم لاتحل إلّا بالذبح و التسمية .. والعبادات لاتحل إلّا بالدليل القاطع من القرآن و السنة .. وماعدا ذلك فحلال حلال حلال .. لنزد من رقعة الحلال في حياتنا .. بدون وضع سياج احنياطي دونه .. لنسمّي الأشياء باسمائها مباشرة .. بدون الحاجة لمقدّمات .. لنعش حياتنا بعفويّة .. لنقلص الإحساس بالذنب .. ولنزد ثقتنا بأنفسنا واختياراتنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق