الإنسان ... ذلك اللغز. يتكون من مجموعة من الخلايا، مابين قديمها وجديدها يكون هو. يولد صغيرًا، تتجدد خلاياه سريعًا، لينمو ويكبر وتتبلور أحاسيسه التي تعينه على الاتصال ببيئته، والتعامل مع من حوله. هو خليط من لغز الموت والحياة. تتجدد خلاياه بموت القديم وولادة الجديد. لغز حياة تعتمد على الموت ولغز موت يعتمد على الحياة.
أليست الخلية الميتة والخلية المولودة جزءًا منك. فأنت لغز أيها الإنسان. تحوي الحياة والموت جنبًا إلى جنب في داخلك. حيث أنك تموت وتحيا في اليوم أكثر من مرّة. فإذا فاق عدد جديد خلاياك ميتها، فأنت لاتزال في عز الشباب والنضارة ولايزال لغز الحياة مسيطرًا على مابقي من عمرك. وإذا بدأ عدد الخلايا الميتة يساوي عدد الخلايا الجديدة، فأنت في منتصف عمرك، حيث وصلت أحاسيسك أوج نموها وقدرتها. ومنذ ذلك الحين فانت أيها الإنسان في انحدار. فقد بدأ لغز الموت يسيطر على مابقي منك. حتى إذا مافاق عدد خلاياك الميتة مااستجد منها، بدأت تذوي ياابن آدم، لتجف نضارتك ويضعف بصرك ويثقل سمعك وتبطأ حركتك وتفقد تحكمك في بعض أحاسيسك. حتى إذا ماوصلت إلى نهاية الطريق وتوقف تجدد خلاياك، لتعيش مع لغز الموت ماكتب الله لك.
إحرص على تجديد خلاياك باستمرار وذلك بالمحافظة على الموجود منها، بأكل صحي وحركة دائمة ونمو هنيء. فإنك إن حافظت على هذا المثلث، الأكل والحركة والنوم، فأنت حقيقةً تزيد من عدد جديد خلاياك مما يساعد على تحسين جودة مابقي من سنين عمرك. أطال الله أعماركم في صلاح ورزقكم الصحة والعافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق