أذهب إلى دائرة حكومية لأرى البعض يريد أن يقضي أموره أوّلًا بدون الإكتراث لمن أتوا قبله. في الشارع تراه يسير بسرعة فوق المسموح بها ليصل إلى مقصده في أقصر وقت غير آبه للمخاطر التي قد تسببها سرعته لغيره. عند الإشارة، يطلق زمور سيارته احتجاجًا على وقوف السيارة التي أمامه عندما تحول لون الإشارة من الأخضر إلى الأصفر.
لايوجد لديه اكتراث للآخر. الأنا لديه متضخمة جدًا فهو الأول والأهم والمقدَّم وله حق فوق حق العباد. يوقف سيارته في الطريق خلف بعض السيارات التي وقفت في المواقف المخصصة لها غير آبه بحاجتهم للخروج من الموقف عندما ينهون تسوقهم. فتراهم ينتظرون سعادته حتى يتكرم عليهم بإزاحة سيارته من موقفها الخاطئ. يستمع إلى الموسيقى في سيارته بصوت عالٍ جدًّا بدون أي اعتبار لمن حوله. لماذا؟ لأن الأنا لديه متضخمة ولايرى غير نفسه.
متى نحس بالآخر؟ متى نحجم الأنا لتأخذ حجمها الطبيعي؟ متى نفكر بالآخر الذي يستخدم نفس الخدمات التي نستخدمها ونؤمن بأننا متساوون في هذه الحاجة. فالآخر يحتاجها بقدر احتياجي لها. متى يكون إحساسنا بأن تنظيف الطاولة التي استخدمناها واجب لكي يستطيع من يأتِ بعدنا استخدامها. متى يتكون لدينا هذا الحس الإنساني بصورة تلقائية؟ متى نحسب حساب الآخرين دائمًا وبدون تفكير في ذلك؟ متى ندفع قيمة المخالفات أوتوماتيكيا وبإحساس داخلي بأننا أخطأنا وعلينا التكفير عن ذلك واتباع القانون بدون مماطلة أو محاولة للتهرب من ذلك؟
هل تعلم لماذا وُضع الإتكيت؟ وُضع للتأكد بأن الشخص يتبع خطوات برنامج معين في مناسبة معينة وذلك لمساعدته على التصرف المقبول والذي حسب من خلاله حسابًا للآخرين. هل لديك برنامجًا تتبعه في ممارسة حياتك الطبيعية. هل تحسب للآخرين في حياتك الطبيعية أم تعيش وكأنك الأوحد في هذه الدنيا؟
لنتخلص من الأنا المتضخمة، يجب أن نتعود على برامج حياتيه تحسب للآخرين في كل عمل أو نشاط نقوم به. يجب أن نجعل حياتهم سهلة كما نحب أن تكون حياتنا. يجب أن نحب للآخرين مانحبه لأنفسنا. يجب أن نعوِّد أنفسنا على التأكد من تسهيل حياة من يأتوا بعدنا. حتى نفعل ذلك، سوف تكون الأنا المتضخمة عبئًا نحمله معنا أينما ذهبنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق