الاثنين، 31 يوليو 2017

أين تقف؟

كل صباح تشرق عليك شمسه يُهديك رصيد جديد من الساعات تستطيع من خلالها عمل الكثير أو عدم عمل أي شيء. فأنت المتحكم الوحيد بتلك الساعات. تستطيع صرفها في مواطن إهتماماتك داخل دائرة الاهتمام أو في مواطن تأثيرك داخل دائرة التأثير. وهذه الساعات الأربع والعشرين تسير على وتيرة واحدة حتى تكون قد أستُنْفِذت بمجرد أن تفتح عينيك من نومك في اليوم التالي.  فإن أمهلك الخالق ومد في عمرك، أضاف إلى رصيدك ساعات أُخَر لتصرفها كيفما شئت. وهذه الساعات محسوبة من عمرك الذي كتبه الله لك، وكل ساعة تمر هي نقص منه.  في أي دائرة تقضي جُلَّ ساعات يومك؟  هل تقضيها في أشياء لاتستطيع فعل شيء حيالها، أم تقضيها في أشياء لك فيها تأثير مباشر وتستطيع التغيير فيها.

الأحد، 30 يوليو 2017

طرفة عين

استلقي على سريرك وأغمض عينيك وتفكر في نفسك وعلاقتك بهذه الدنيا. تخيل نفسك مستلق في وسط خيمة صغيرة وحيدة فوق منطقة مرتفعة في جو عاصف بارد. لاتسمع سوى صفير الرياح يحيط بك من كل جانب ولاتشعر سوى بالبرد الذي يسري في عضلات ظهرك وعظام قديمك وأنت ملتحف بغطاء بسيط تحاول أن تغطي به جميع أجزاء جسمك. تقرب ركبتيك من بطنك علّك تدخر حرارة جسمك في أصغر حيز تحت الغطاء. ترتعد من البرد وتستوحش من الوحدة. تبدأ الشمس بالمغيب ويبدأ الظلام بالاستوحواذ على مابقي لديك من نور حتى تجد نفسك بعد مدة في ظلام دامس. تزيد سرعة الرياح لتملأ جمجمتك بوشيش مرعب وتبدأ في التسرب من فتحات الخيمة الصغيرة لتستولي على مابقي لديك من دفء وتطرد من نفسك ماكان فيها من شجاعة وثبات. في هذه اللحظة تغلق عينيك ويستولي عليك شبح النوم ليأخذك قطار الأحلام في رحلة طويلة تنتشلك من حقيقة هذا الرعب البارد وتحلق بك في خيال جميل على شاطئ هادئ وتحت ظل شجرة منيفة.  في طرفة عين تغيرت حالتك النفسية من الأسوأ إلى الأفضل.

السبت، 29 يوليو 2017

ست الحبايب

سافرت لمدة قصيرة للقيام بزيارة بعض المقاولين الراغبين بالإنضمام إلى قائمة مقاولي الشركة التي أعمل بها حيث قمت بزيارة أربع مناطق داخل وخارج البلاد لمدة عشرة أيّام. خلال هذه السفرة تمكنت من الجلوس منفردًا بعد إنهاء كل زيارة لأتأمل هذه الحياة التي نعيشها. من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة في غرفتي القابعة في الدور التاسع والثلاثين، أرى حياة مدينة وحركة أفراد. سيارات كثيرة تستعمل الطرق الكثيرة معظمها متجهًا إلى وسط البلد. من هذا الموقع أرى آلاف المباني التي تنتشر على مد البصر. ياترى .. لو كانت ألوان البيوت تعكس الحالة النفسية لساكينها، ماهو اللون الذي سوف يطغى على هذا المنظر البانورامي؟ لو كان زجاج نافذتي زجاج سحري يُخْفِي الحزن، كم منزلًا وسيارة سوف تبقى. هل سوف أراهم جميعًا أم يختفى جلها؟ أنظر إلى السماء الزرقاء ليتجسد الفَرَج، لون أزرق طاغٍ يمثل الفرح يخبرك أين يكون. نعم .. هناك في الأعلى رب رحيم كريم يحب أن تدعوه ليفرج عنك ويغير واقعك للأحسن. 

الخميس، 27 يوليو 2017

يازمن .. مابك؟

يازمن، مابك تُكثِر علي الضربات وتوجع أضلعي وتجعلني أفقد من نفسي كل حين جزأً. زادت كوارثك وتقاربت أحداثك، تعاديني وكأنّي ظالم لك وتقاضيني وكأني سجين لديك. أنا الذي لم أخن لك وعدًا ولم أنقض لك عهدًا، تتطاول على أصحابي وتنقض على أحبابي. مالى أراك تتخطّف خلّاني كي لاأرى لهم بعد اليوم ظِلّا. أيوجد ثأر بيني وبينك؟ أأنا من قتل ساعاتك ودمر ثوانيك؟ أرجوك .. أتركني فلم تعد لدي القدرة على تقبل مفاجآتك وتحمل مآسيك، فقد قتلتني هداياك وهدتني عطاياك.  إبتعد عني ودعني أعيش مابقي لي من حياة مع من تركت لي من أحباب وما أبقيت لي من ذكريات.

شلون الشايب

شلون الشايب سؤال لطالما سمعته من الجميع. سؤال دائمًا مايكون أول الإستفسارات عند مقابلتي لأحدهم. سؤال سوف أفتقد سماعه منذ هذه اللحظه بودي أن أسمعه مرّةً ومرَّةً ومرّات وفي كل حين وأنّى لي ذلك. سؤال قد استبدله الجميع بطلب للرحمة والمغفرة لصاحبه. عندما يحدثني أحدهم عن والدي كان يبدأه بجملة الله يعطيه العافيه تحولت في لحظة أليمة إلى الله يرحمه وشتان بين المعنيين. الأولى كانت تعني الأمن والأمان والأخرى غدر الزمان. الأولى كانت تثلج الصدر والأخرى تشعل النيران. الأولى كانت تستدعي وتحرك الأمل والأخرى تُهَيِّض الأحزان.

وفجأة نشيخ

سبحان الله والحمد لله ولاحول ولاقوة إلّا بالله.  أطفالًا نحن في وجودهم وسنظل أطفالًا ونحن نلاعب أحفادنا بحضرتهم. نمر بعِدَّة مراحل طفولية منذ ولادتنا وحتى خلو المنزل من رائحتهم. مرحلة الطفولة الحقة هي بداية تعرفنا على مداخل هذه الحياة عن طريقهم وهي أسعد مراحل حياتنا لأننا نجد فيهم الملاذ والجدار الحصين من تقلبات الدنيا ومرارة الحياة. لننتقل إلى مرحلة الطفولة المضطربة عند فقدنا لأحدهم. فبعدما كنا نجدهما عن يميننا وعن شماءلنا يقدمان الدعم والسند لنا من كل جانب، إذا بنا نتكأ على جانب يتيم قد هدَّه الزمن وعصفت به السنون وهو يبذل جُلَّ طاقته لانتشالنا مما نمر به من صعوبات ومعظم قواه لإعادة توازن أنفسنا مما يعتريها من منغِّصات.

شيخي

هل تعلم ماهي أصعب حالات الإنتظار؟ هي أن تجلس وأنت ترمق حبيبك المستلقي على السرير الأبيض وهو يخبو رويدًا رويدًا وأنت لاتحسن على شيء. فقط تنظر إليه وهو يتنفس تنفسًا لاإراديًّا، فمه مفتوح وكيس الأكسجين يغطي جُل وجهه الجميل ليشهق بين الفينة والأخرى ولايقوى على غير ذلك. 

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...