الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

العلم

سألتني إحدى بناتي عن ماهية الكتب التي أقرأها و أحبها إلي ... فوعدتها أن أكتب موضوعاً عن ذلك ... وها أنذا أفي بوعدي لها ... بداية بالكتابة عن العلم ... 

قراءة الكتب مهمة جدّاً في حياة الإنسان ... فمن خلالها يدخل في عقول فلاسفة و علماء ... حباهم الله من العلم الكثير ... و يرى العالم من خلالهم ... و كلما قرأ أكثر ... تعمقت فلسفته في الحياه ... و خرج من محدودية تفكيره إلى آفاق شاسعة ... لم يكن قد و ضعها في اعتباره ... أو لم يكن يعلم بوجودها أصلاً ... فالتعلم ... يكون على أربعة مراحل:

١. يكون الإنسان لايعلم أنه لايعلم ... و ذلك لجهله بأشياء كثيره ... و نظراً لانعدام أهميتها في حياته ... فهو لايعلم بوجودها أصلاً ... فالطفل عندما يولد ... علمه محدود بأمه و غذائه ... و لايعلم غيرهما لعدم حاجته في تلك المرحلة لذلك ... كذلك الشخص البدوي البسيط ... و الذي يعيش في أعماق الصحراء ... لايعلم بوجود السيارة و التلفزيون و غيرها ... لأنه لايحتاجها أصلاً ...

٢. يكون الإنسان يعلم أنه لا يعلم ... و هذه البداية ... فيعلم البدوي البسيط بوجود شيئ يدعى سيارة ... تستطيع أن تنقله أسرع من الجمل ... فيبدأ بالرغبة في زيادة معلوماته عنها ... لأنه أحس بحاجته إليها ... حيث تصبح حياته أسهل بوجودها ... و يعلم أنه لايعرف قيادتها ... فيبادر بالتدرب و تعلم كيف يقودها ... حتى يصل للمرحلة الثالثة من العلم ...

٣. يكون الإنسان يعلم أنه يعلم ... ببساطة ... تعلم كيف يقود السيارة حتى وثق من نفسه ... و علم أنه يعرف كيفية قيادتها ... و يستمر بالتدرب ... فيعرف كيف ينسق بين حركاته لكي تتحسن قيادته أكثر و أكثر ... حتى يتقن فن قيادتها إلى درجة و صوله للمرحلة الرابعة من العلم ...

٤. يكون الإنسان لايعلم أنه يعلم ... هنا يكون الإنسان قد تمرس في العلم ... لدرجة أنه يقود السيارة بدون أن يفكر بتنسيق حركاته ... فاللاوعي يقوم أوتوماتيكيّاً بذلك بدون أدنى تفكير من الإنسان ... 

كذلك العلم ... يمر بجميع هذه المراحل ... و أهمها المرحلة الثانيه ... و هي علم الإنسان أنه لايعلم ... و هي بداية كل شيئ ... فلن تستطيع بعمل أو إختراع شيئ ما بدون علمك أن هذا الشيئ غير موجود ... و يجب أن يكون موجوداً ... فتعمل على صناعته أو إختراعه ... و وجوده ... و القراءة هي التي تساعد على ذلك ... 

يقول الفيزيائيون ... و هم بالنسبة لي فلاسفة هذا العصر ... أنهم كلما ازدادوا علماً ... ازدادت ثقتهم بضحالة معلوماتهم ... و بجهلهم ... فسبحان الله عالم كل شيئ ... عالم الغيب و الشهادة ... فهو يعلم كل شيئ غائب عنا لانعلمه ... و كل شيئ نراه و لانعلم كنهه ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...