السبت، 1 مارس 2014

صيد العلم وقيد الكتابة

يقول المثل "العلم صيد والكتابة قيد، فإذا ضاع القيد ذهب الصيد". طبِّق هذا المثل على نفسك، لتعلم أنَّه مثلٌ صحيح. فيالها من أحداث مرَّت بنا، جميلها وقبيحها، سعيدها وحزينها، بقت معنا قصصاً ضبابية لم تلبث أن تختفي من غرف الذاكرة، لننسى ماكان، نخسر جزأً من ماضينا ونفقد رصيدًا من خبراتنا.  
هل الأحداث التي كوَّنت شخصيَّتنا مصيرها أن لاتكون، في ذاكرتنا على الأقل؟ هل نحتاج إليها بعد حدوثها؟ هل معرفة تفاصيلها تكون عوناً لنا في أحداث قادمة؟ هل نحتاجها لتأييد رأياً ارتأيناه، واقناع من أمامنا بصحته؟ والجواب بكل الأحوال نعم ثم نعم ثم نعم. لذا يجب علينا توثيق أحداث حياتنا. فمهما كانت أهميتها في ذلك الوقت ومهما أحسسنا بأن مانكتبه ليس جديرًا بذلك، فسوف يكون كذلك بعد حين.

تخيل نفسك وقد بلغت من الكبر عتيّا، تبحث في صندوق ذكرياتك، لتجتر منها ماوثَّقت وتقرأ ماكتبت وقيَّدت. تغوص في أحداث نسيتها وتعيش أيّامٍ قضيتها. فجأة، تُعرض أمام عينيك التي قد كَلَّ بصرها، مسرحيَّة حياتك. مسرحيّةً أنت بطلها، جميع أحداثها تدور حولك، وقد فسَّرتها من منطوقك آنذاك. كأن عدسة المخرج تصور الأحداث من خلال عينيك، وصوت المُعلِّق يقرأ السيناريو من خلال الصوت الذي في رأسك. في هذا الوقت، يتولد لديك الإحساس القوي بماضيك، تتحرك جميع مشاعرك لتعيش الحدث من جديد، وكأنه قد رجع بك الزمن لتعود شابّاً يافعًا تبادر لتحقيق هدفًا يقودك لتعزيز مبادئك. 

إخواني أخواتي، بادروا لتقييد مايمر عليكم من أحداث بكتابتها ليتسنّى لأطفالنل و أحفادنا الإستفادة منها. العلم صيد والكتابة قيد فإذا ضاع القيد ذهب الصيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...