الأحد، 24 أغسطس 2014

أمَّتي

أفكر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الأمّة‭ ‬هذه‭ ‬الأيّام‭ ‬وأكاد‭ ‬أرى‭ ‬الشيطان‭ ‬يضحك‭ ‬عن‭ ‬قريب.‭ ‬زاد‭ ‬تشرذمها‭ ‬وزاد‭ ‬بعدها‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬السوياختلفنا‭ ‬على‭ ‬مااتفق‭ ‬عليه‭ ‬السلف‭ ‬وأحدثنا‭ ‬طرقًا‭ ‬جديدة‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬تفرقنا‭ ‬وباعدت‭ ‬بين‭ ‬طموحاتنا‭ ‬حتى‭ ‬غدونا‭ ‬أعداءً‭ ‬لنا. ‬نعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬لتوسيع‭ ‬الهوّة‭ ‬بيننا‭ ‬ونفرح‭ ‬كلّما‭ ‬تغلبنا‭ ‬على‭ ‬إخوانًا‭ ‬لنا‭ .‬نحاول‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬السلبيّات‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬إبراز‭ ‬الإيجابيّات. نتفحص‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬هامته‭ ‬حتى ‬أخمص‭ ‬قديمه‭ ‬علّنا‭ ‬نجد‭ ‬خللًا‭  ‬نتخذه‭ ‬سببًا‭ ‬للخلاف‭ ‬ونبذ‭ ‬الآخر‭.‬

هل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى؟‭ ‬ألم‭ ‬يقل‭ ‬سبحانه‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الحجرات‭ ‬‮«‬ياأيها‭ ‬الناس‭ ‬إنا‭ ‬خلقناكم‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭ ‬وجعلناكم‭ ‬شعوبا‭ ‬وقبائل‭ ‬لتعارفوا‭ ‬إن‭ ‬أكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬أتقاكم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬عليم‭ ‬خبير‮»‬. ‬إثباتًا‭ ‬على‭ ‬سواسية‭ ‬أصل‭ ‬الخلق،‭ ‬فكلنا‭ ‬من‭ ‬آدم‭ ‬وحواء،‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬قاطبة‭ ‬يتساوون‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬النسب،‭ ‬يتساوون‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬الطيني‭ ‬حتى‭ ‬جعل‭ ‬الله‭ ‬منهم‭ ‬شعوبًا‭ ‬شتى‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وقبائل‭ ‬كثيرة‭ ‬لكل‭ ‬قبيلة‭ ‬عاداتها‭ ‬وتقاليدها،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لتعارفوا،‭ ‬حتى‭ ‬نعرف‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضًا،‭ ‬نعرف‭ ‬عادات‭ ‬الآخر‭ ‬ونحترمها‭ ‬ونعرفهم‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬ليحترموها. ‭‬سبحانه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬منّا‭ ‬التقي‭ ‬ومنا‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬منّا‭ ‬المسلم‭ ‬ومنّا‭ ‬الكافر،‭  ‬منا‭ ‬العربي‭ ‬ومنّا‭ ‬العجمي،‭ ‬منّا‭ ‬المخطئ‭ ‬ومنّا‭ ‬المصيب،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬أن‭ ‬الأكرم‭ ‬منّا‭ ‬هو‭ ‬الأتقى،‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله؟ إن الله عليمٌ خبير،‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬العليم‭ ‬بخلقه‭ ‬وهو‭ ‬الخبير‭ ‬بهم‭ ‬ولسنا‭ ‬نحن. ‭‬لذا‭ ‬لايحق‭ ‬لإنسان‭ ‬أن‭ ‬يسم‭ ‬الآخر‭ ‬بعدم‭ ‬التقوى‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬ليس‭ ‬عليمًا‭ ‬و‭‬لاخبيرًا‭ ‬بخلقه‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭. ‬لندع‭ ‬الخلق‭ ‬للخالق‭ ‬ولنركز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬أمتنا‭ ‬بالعلم‭ ‬والعمل. ‭‬لنترك‭ ‬تصنيف‭ ‬الخلق‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬أحزاب‭ ‬فقط‭ ‬لنثبت‭ ‬لأنفسنا‭ ‬أنّنا‭ ‬الأفضل‭ ‬وغيرنا‭ ‬أقل‭ ‬منّا‭ ‬درجات‭. ‬لنصنِّف‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأنّا‭ ‬أهل‭ ‬الجنة‭ ‬وغيرنا‭ ‬ليس‭ ‬بواردها. ‭‬لنرجع‭ ‬لأساسيّات‭ ‬الإسلام،‭ ‬لأركان‭ ‬الإسلام،‭ ‬لأخلاق‭ ‬الإسلام،‭ ‬للحب‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والتسليم،‭ ‬لتبييت‭ ‬النيّة‭ ‬الحسنة‭ ‬في‭ ‬الآخر‭ ‬والتعايش‭ ‬معه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لحب‭ ‬الجميع‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬بأخلاقه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...