الطاقة والحيوية.. أشيائي التي بدأت تخبوا ويقل عطائها عما كانت عليه منذ عقد من الزمن. وقد اقترب موعد كنت أتطلع إليه وكنت أحلم ببلوغي إيّاه. هاأنذا الآن وقد اقتربت من الحدود، قد بدأ تفتيشي وأخذ زادي الذي يعينني على الإستمرار. أدفع لهم نصف طاقتي وربع حيويتي وجزءًا من ذكرياتي ليرمى بي في قارعة الطريق المؤدي إلى نهايتي. أدفع لهم لأحصل على تأشيرة دخول خاصة لمن هم على شاكلتي، دفعوا جل سنين عمرهم ومعظم طاقتهم لتطوير وبناء مايسعد غيرهم لينتهي بهم الأمر إلى الجلوس وإنتظار مالايعلمون.
قضيت سنوات عمري وجل وقتي أكافح للحصول على علمٍ يعينُني على عملٍ يكفيني الحاجة لغيري لأقوم بمتطلبات عائلتي كي نعيش في راحة ونختار مانرغب القيام به. فهل بالفعل عشنا حياتنا كما ينبغي للحياة أن تُعاش؟ أم قصّرنا على أنفسنا لبلوغ مرام في مستقبل كنّا نحسبه قريبًا؟ أم هذه هي الحياة وهذه هي طريقة عيشها؟
وماذا بعد؟ هاأنذا أحصل على الوقت بعد أن خبت طاقتي وتناقصت حيويتي ليقل إنجازي وتضعف قدرتي ويزيد احتياجي للوقت لأنهي ماأنوي عمله. الوقت الذي استنزفته لأوفره في مستقبلي الإفتراضي؟ فهل أستطيع الحصول على المزيد منه؟ وهل بالحصول على المزيد أكون قادرًا على القيام بماأرغب به؟
يالها من مفارقةٍ عجيبة! نستنزف لنوفر! ماذا بقي لنا من معين سنوات عمرنا؟ ماذا بقي لنا من معين حيويتنا ونشاطنا؟ ألم نستنزف جلها في دراسة أو عمل أو تضحية؟ ألم نستنزف معظمها ونحن في طريقنا إلى هذه اللحظة التي كنا نحلم بالإستمتاع بها؟ نستنزف جُلَّ وقتنا وطاقتنا وحيويتنا أثناء شبابنا لنُسعد بما بقي منها في مشيبنا! مفارقة وأي مفارقة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق