الأربعاء، 12 يونيو 2013

يوتوبيا وديستوبيا

مصطلحين متضادين ... هما طرفي نقيض ... جميع مدننا على سطح هذه البسيطة ... تتأرجح بين هذين المعنيين ... حيث تكمن المدينة الفاسدة و المدينة الفاضلة ... هما مصطلحان من الفلسفة الغربية المحضة ... اقتبس منها ابن خلدون و الفارابي مدينتهما الفاضله ... فأين نحن من هذين النقيضين؟ ...

هل تصنف مدينتك أنها الأقرب إلى المدينة الفاضلة أم إلى المدينة الفاسدة؟ ... و هل توجد هذه المدن حقيقةً في عالمنا؟ ... لو قلنا أن المدينة الفاضله هي الرقم موجب خمسة (+٥) و الفاسدة هي الرقم سالب خمسة (-٥) ... ماهو رقم مدينتك؟ ... أم هي ذات رقمٍ صفري؟ ... لاإلى هولاء و لا إلى هؤلاء! ... ماذا إذا ارتفعنا قليلاً ... و جعلناها على مستوى الدول؟ ... أو نزلنا قليلاً إلى مستوى العائلة؟ ... هل أنت ديستوبي أم يوتوبي؟ ... هل من المتوقع أن يكون سكان المدنية الفاضلة فاضلين؟ ... والفاسدة فاسدين؟ ... أم هي الأغلبية؟ ... هل نستطيع بالدين والشرع بناء المدينة الفاضلة؟ ...  أم بالديموقراطية والحرية؟ ... هل يجب أن تكون المدينة الفاضلة مسلمة؟ ... و جميع أهلها مسلمين؟ ... أم من الممكن أن تكون غير ذلك؟ ...

لي فلسفتي الخاصة بذلك ... فالإنسان هو لَبِنَةُ أي مجتمع ... فإن صَلُحَ ... صَلَحَ المجتمع ... وإن فَسَدَ ... فسد المجتمع ... و لكن من هو الشخص الصالح؟ ... ومن هو الشخص الفاسد؟ ...

يوتوبيا ... المدينة الفاضلة ... توفر الفرص للجميع ... بدون استثناء ... هي مدينة توجد فيها قوانين تحكمها ... تنطبق على الجميع ... كبيرهم و صغيرهم ... سيدهم و خادمهم ... أبيضهم و أسودهم ... مواطنهم و أجنبيهم ... عربيهم و أعجميهم ... ذكرهم و أنثاهم ... غنيهم و فقيرهم ...  مثقفهم و أميهم ...  مسلمهم و كافرهم ... قوانين واضحة ... يجدها كل شخص أمامه ... في جميع مؤسسات الدولة ... بلغة بسيطة ... بدون بيروقراطية ... تستطيع أن تنجز ماتريد بأقصر وقت ... بدون معاناة ... وبابتسامة وترحيب ... 

هي مدينة توفر لكل شخص أساسيّات الحياة الكريمة ... منذ قدومه إلى حين مغادرته ... كرامته محفوظة ... دائماً و أبداً ... توفر له حرية الإعتقاد و التفكير ... طالما كانت هذه الحرية لا تخدش حرية الآخرين ... و لاتهين شخوصهم ... ولاتفكيرهم ... ولا عقيدتهم ... العدل فيها هو أساس كل شيء ... والجميع فيها يلتزم به ... ويلزم غيره به ... من لايلتزم يُحاسَبُ بقَدَر ...

كما ترون ... الحديث عن المدينة الفاضلة حديث ذو شجون ...  لنبدأ في بناءها في حدود بيتنا؟ ... لنُكَوِّن العائلة الفاضلة ... ننطلق منها إلى مجتمع فاضل ... فمدينة فاضلة ... فدولة فاضلة ...و السؤال الذي يطرح نفسه على كل منّا ... هل هيّئنا أهلينا ليكونوا فضلاء؟ ... هل علمناهم حب بعضهم البعض ... و التزام حسن المعاملة والعدل فيما بينهم؟ ... من هنا نبدأ ... و ليس قبل ذلك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...