السبت، 22 يونيو 2013

النقد

هناك نوعين من النقد .. نقد إيجابي ونقد سلبي .. النقد الإيجابي هو النقد بنيّة الإصلاح .. بحيث أن الناقد يعزل نفسه عن الحدث .. يقف بعيداً .. و يحاول أن يجيب على أسئلةٍ عِدّة .. هدفها تقييم الحدث .. و تقييم الحل المقترح .. من ناحية ملائمة الحل المقترح لظروف الحدث .. و نسبة نجاحه في زيادة منافع الحدث و التقليل من مضاره ..

فهي في الحقيقة إدارة للمخاطر المتوقّعة من الحدث .. و التي في عمومها تتمحور حول .. خفض السلبيات و زيادة الإيجابيات .. مع وضع إعتبار أن الحل القاطع .. الغير رمادي .. غير موجود في الواقع .. فهناك دائماً حلول عِدّة تتراوح في المساحة بين الأبيض و الأسود .. لذا .. توجد عدّة حلول لكل مشكلة .. و نحن نتكيف مع أحدها من تقييمنا لمحاسنها و مساوئها من الزاوية التي نرى منها الحدث ..

بعض المجتمعات متفتحة التفكير .. في استطاعتها تحليل أي حدث بدون انطباعات مُسبقة .. و رؤيته من جميع الزوايا .. فهم دائماً يبدأون من الصفر .. يعزلون أنفسهم و شعورهم و إحساسهم و عواطفهم من الحدث .. ثم يبدأون في تقييمه .. و هذا يعطي تحليلهم مصداقية أكثر واعتمادية أكبر .. فهم يبحثون في كل العلاقات المحتملة و التي تقودهم إلى الرأي الأقوى .. فالرأي يأتي بعد البحث و ليس قبل ذلك ..

و البعض الآخر .. منغلق التفكير .. عواطفه تجره إلى رأي وحيد .. يحاول أن يبني مبرراته حول هذا الرأي .. لإثباته و دحض مايخالفه من آراء .. فهم يجدون الحل ثم يبحثون عن مبرراته .. و هؤلاء هم أصحاب النقد السلبي .. الذين يرون الحلول من زواية  ضيقة وحيدة .. و ما أكثرهم في مجتمعنا .. أشخاص يعيشون على جلد الذات .. يرون مايحدث من حولهم من منظور سلبي دائماً .. لايشاركون في الحل أبداً .. بل يساعدون على تفاقم المشكلة .. بمداخلاتهم السلبية .. والتي لن و لم تساعد على إيجاد الحلول .. أبداً ..

أصحاب النقد السلبي .. دائما ماينقدون لمجرّد النقد .. فهم يشعرون بنقص في أنفسهم .. و في عدم قدرتهم على الإبداع .. و اختراع الحلول .. لذا يعمدون على التقليل من شأن أي حل يقترح أمامهم .. أرجو أن لانكون منهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...