مرحباً ... أنا محمد مرةً أخرى ... أتمنّى أنكم لازلتم تذكرونني ... كنت طفلاً ابن الرابعة عندما حدّثتكم عن نفسي ... ثم دخلت الروضة ... و الآن للتو أنهيت الصف الأول الإبتدائي ... سوف آخذكم معي في زيارة بيت جدّي في نهاية الأسبوع هذه ...
أحب أن أذهب لزيارة جدّي و جدتي في نهاية كل أسبوع ... و لكن هذا الأسبوع له نكهة خاصة ... خاصّة جدّاً ... للتو أنهيت دراستي في أول سنة دراسيّة لي ... بتقييم ممتاز ... و أرغب في إشراك جدي و جدتي في هذا الإنجاز العظيم ... فأنا أعلم أنهم سوف يسعدون لذلك ... فهم يحبّونني كثيراً ... و أنا كذلك ...
خالتي ديمة ... صديقتي الأبديّة ... التي أحس أنّها بدأت تتخلى عني ... لا أعلم لماذا! ... و لكني أفتقد حبها ... عطفها ... و حنانها ... الذي طالما أغدقتني به ... أعلم أنها تكبرني سنّاً ... و لكن ... هل فارق أربع سنوات كثير؟ ... كانت تنتظر قدومي نهاية كل أسبوع على أحر من الجمر ... تحب أن تلعب معي ... و أنا أحب ذلك كثيراً ... لأن لديها الكثير من الإبداع ... تخترع ألعاباً جديدة كل مرّة ... تخلق جوّاً خياليّاً ... تطير بي في عالم آخر ... لا أعلم لعبتنا التالية ... و لكني دوماً متشوق لذلك ... كانت تعتبرني إبناً لها ... و تعاملني كذلك ... تدافع عنّي ... و تحميني ... و لكني ألاحظ منها نفوراً هذه الأيّام ... أمي تخبرني أنها كبرت ... و تحب أن تلعب مع قريناتها من البنات اللاتي في مثل سنها ... و لكنّي كبرت أنا الآخر ... و لازلت أتوق للعب معها ... أرجو أن تسامحوني على الإطالة في الحديث عن خالتي ديمة ... و لكني أرغب في الإفصاح عن ذلك ... لأرتاح ...
جدي و جدتي ... أعشق الإثنين ... فهما يكيلون لي الكثير من الحب ... لأني حفيدهما الأول ... و إن شاركني ذلك لاحقاً ... أبناء خالتي و أبناء عمّي ... إذا قدمت إليهم ... أركض مسرعاً إلى جدّتي ... لأتعلق في رقبتها ...و أضمها طويلاً ... فهي ينبوع من الحنان الصافي ... و هي أصل العطف و الإيثار ... حبها يوازي حبي لأمي ... فهي أمها ... و جدي ... يا إلهي كم أحب هذا الرجل ... يلبي لي جميع رغباتي ... لا أعلم لماذا و لكني أحس به قريباً مني ... على الرغم من فارق السن الكبير بيني و بينه ... يلعب معي كطفل ... نعم ... هل رأيت في حياتك جدّاً يلعب الكرة مع طفل صغير ... هذا هو جدّي ... يتحول عند قدومي من كونه مهندساً رزيناً ... و أباً قديراً ... و رجلاً حازماً ... إلى طفل صغير ... يسعده اللعب معي بألعابي البسيطه ... شكراً جدّي ...
هناك شيئين في ذاكراتي ... راسخين ... هما سبباً في سعادتي و حبى لنهاية الأسبوع ... حيث يقوم جدّي صباح كل جمعة ... بشراء مفاجئة ”كندر“ لجميع صغاره من بنات و أحفاد ... لتكون جاهزة لنا عند الإستيقاظ من نومنا صباح يوم الجمعة ... هدية نتشوق لها صباح كل جمعة ... و لكن ... للأسف ... جدي ترك هذه العادة التي استمر عليها أكثر من خمس سنوات ... فهو يعتقد أنّنا كبرنا على ذلك ... كلّا جدي لا زلنا صغاراً ... لازلنا نستمتع بمفاجآتك و هداياك ... أرجوك ... أعد هذه العادة الجميلة ...
و الشيء الآخر هو عندما وضعني جدى في حضنه ... و سمح لي بقيادة سيارته ... و قد قدتها لمسافة طويلة ... و انعطفت فيها يمينا و شمالاً حتى وصلنا إلى البيت ... في تلك اللحظة ... شعرت بخوف و سعادة ... كنت أحارب خوفي لأبرز شجاعتي ... و أحاول أن أكتم ضحكات سعادتي ... لأستمتع باللحظة ... و يالها من لحظة ... أرجو أن يعيد جدي ذلك في القريب العاجل ... أعود إليكم لاحقاً ... تحيّاتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق