تعودت على النهوض من فراشي قبيل الأذان ... لأستمتع بمشاهدة ولادة يومٍ جديد بعد صلاة الفجر ... أجلس على الشاطئ ... و أمد بصري إلى نهاية الأفق ... حيث اتصال البحر بالسماء ... نهاية الماء و بداية الفضاء ...
جالس على كرسيه ... مقابلاً البحر ... واضعاً يده على وجنته ... و مركزاً بصره إلا داخله ... أعلم بأنه في حالة حديث مع النفس ... قد نسي من حوله ... و تفرّغ لحل عقدٍ ربطها الزمان في داخله ... هو هناك ... في نفس المكان ... و نفس الوقت ... كل يوم ... بلا انقطاع ... لم ألاحظ و جوده بدايةً ... حيث اعتدت على المشي فوق الأحجار المتراصة قبالة الشاطئ ... و في ذات يوم ... و أثناء مروري عند نقطة إنعطاف الشاطئ ... حيث تدخل الواجهة البحرية إلى داخل البحر ... مكونَةً ما يدعى بالرأس ... أحسست بفراغ ... أحسست بشيء مفقود ... أحسست بنقص من حولي ... لا أعلم كنهه ... وقفت ... التفت إلى المكان الفارغ ... ثم التفت إلى الجهة المقابله ... لأراه جاء متأخراً يتمطّى ... على غير عادته ... يسحب كرسيه القديم ... يضعه في نفس المكان ... يجلس ليُكمل حديثاً لم يتمّه ... نفس النظرات ... نفس التركيز ... تحسبه جالساً مستمتعاً بمنظر الشروق أمامه ... و هو حقيقةً يرى غير ما نرى ... و قد ركّز على الشخص الذي في داخله ... يحاول أن ينير ظلمات داخل نفسه ... يتصالح معها ... و يوقف غروبه الداخلي ... حتى يرى ما حوله ...
أرغب كثيراً في معرفته ... و مساعدته على التصالح مع ذاته ... أقف خلفه ... أتراجع عن ذلك ... فلكلِّ إنسان مساحته الخاصّة ... التي لايرغب بمشاركتها غيره ... إلّا أن يكون توأمه ... صديقه القريب ... أو حبيبه الطبيب ... فمداواة جروح النفس ... تكون بالحديث إلى الغير ... بإخراج ماخلفه الزمن في أنفسنا ... من ترسبات تقلق حياتنا ... بإطلاق العنان لأنفسنا ... لتسترسل و تفضفض ... ننظّف هذه الترسبات ... و نطهر أنفسنا بعد إخراج آخرها ... لنرتاح ... و نستمتع ... و نحمد الله على ذلك ... الحمد لله رب العالمين ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق