خرجت من منزلي بعد صلاة العشاء .. قاصداً الإستراحة التي أجتمع بها مع أصحابي و أحبابي .. نحتسي الشاي .. نلعب البيلوت .. نشاهد مبارياتنا المفضلة .. و نستمتع بأحاديث شتّى ..
أصل إلى الإستراحة .. أحذية كثيرة في المدخل .. أدخل غرفة الجلوس الكبيرة .. لايوجد أحد! ..”أبو ناطيش“ في المطبخ الصغير يصنع الشاي وحيداً.. ياإلهي .. أين بقية الأصدقاء؟ .. ماذا يفعل هذا الشخص هنا؟ .. لا أحب إسمه الغريب .. لا أحب الجلوس معه .. و لا أكاد أطيق أحاديثه .. أسلم و أجلس أحتسي الشاي معه بصمت .. .. أسأله عن الأصحاب .. يخبرني أنهم ذهبوا إلى البحر القريب .. نشاهد الأخبار .. الحرب في سوريا .. الحرب في فلسطين .. الحرب في العراق .. الحرب في .. الحرب في .. حروب في كل مكان .. وأسفل الشاشة خبر محلي غريب .. البحث عن مجرم خطير سرق أحد البنوك و قتل جميع الموجودين فيه .. يلبس شورت أسود وقميص أسود ذو أكمام قصيرة .. على ظهر القميص صورةً حمراء .. لشيطان ذو قرون .. صمت مطبق ..
أبو ناطيش يرمقني بنظرات مخيفة .. لجزء من الثانية كأنني لمحت لمعةً نورٍ أحمر يشع من بؤبؤ عينيه .. أرتجف فزعاً .. وأقوم واقفاً و أنا أقول ”سوف ألحق بهم“ .. أمشي ذاهباً إلى البحر القريب .. و ظلالٌ واحدٌ يلحق بي من الخلف .. مما يزيدني فزعاً ورعباً .. أصل إلى الشاطئ .. ظلام دامس .. يبدده ضوء القمر الضعيف .. وهو ينبعث من بين الغيوم الكثيفه على استحياء .. لا أرى أحداً .. أصوت بأعلى صوتي .. لا أسمع ردّاً .. يتقدمني أبو ناطيش .. يخلع ثوبه .. يدخل البحر مرتدياً شورتاً و قميصاً أسود .. على ظهر القميص صورةً حمراء .. لشيطان ذو قرون .. ليزيد رعبي .. يلتفت إلى بعينين تشع ضوءاً أحمر .. يكاد يعمي بصري .. أتراجع بخوف .. أنطلق هارباً إلى سيارتي .. و أنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..
في سيارتي .. أقترب من البيت .. مفكِّراً في أحداث اليوم .. أدخل الباب .. زوجتي و أبنائي جالسين يلعبون .. أنضم إليهم .. يأتي الدور علي .. لأجد كلمةً يصعب عليهم أن يقلبوا حروفها .. بدون وعي أقول لهم ”ناطيش“ .. ليأتي الرد سريعاً من الجميع .. و يزيد الرعب في قلبي أضعافاً مضاعفه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق