الجمعة، 14 سبتمبر 2012

التأقلم


صغيراً كنت ... و لازلت ... حزيناً لإنتقالنا من منزلنا ... الذي عشنا فيه براءة طفولتنا ... و بداية حركتنا و ابداعنا ... و فجأة وجب علينا الإنتقال ... لنقضي مستقبلنا... في مدرستي القديمة ...

بمساعدة الجميع ... نقلنا أجزاء .. مما حملنا من منزلنا القديم ... إلى مدرستي القديمة ... نقلنا ماقدرنا على حمله ... و تركنا أحاسيس و مشاعر لم نستطيع جلبها معنا ... قابعةً خلف بابنا القديم ... خائفةً من عبث ساكنٍ جديدا ... يمحوها .. و يبدلها ... بذكريات أخرى ... لاتمت لنا بصله ... 

لاتزال أصواتنا... فرحنا و حزننا ... ضحكنا و بكائنا ... جميعها .. لاتزال هناك ... تركناها ... مغلقين عليها الباب ... في هدوء الظلام ...  لكنها ... لاتزال موجودة ... في داخلنا ... لاتزال جزاً منا ... مهما بعدت بيننا الأوقات و المسافات ...

بتعليمات أمي و أبي ... وضعنا كل غرض في موضعه الجديد ... و بدأنا ننظف و نرتب سكننا الجديد ... الشقة التي اتخذناها سكناً ... ليست بالسيئة  ... أقف مع الجميع ... في الشرفة التي تطل على حارتنا ... نستطيع منها رؤية جميع بيوت الحارة ... هواء منعش ... هناك نرى بيتنا القديم ... و بابه مغلق ... خالي الوفاض ... يتملكنا حزن فراق المكان ... يقول لنا والدي ... عندما أحس بذلك ... "أحبائي ... نحن أسرة متماسكه محبه ... لايربطنا المسكن أو المكان الذي نحن فيه ... المهم أن نكون معاً ... نعاضد و نساند بعضنا البعض ... نساعد من يحتاج إلينا ... أعلم أن فراق المكان صعب ... و لكن للظروف أحكامها ... و نحن لم نبتعد كثيراً ... فلانزال بجانب جميع جيراننا ... تستطيعون زيارتهم في أي وقت ... فهم قريبون جدّا ... أرجو منكم مساعدتى علي تخطي هذه الأزمه ... و لنبق كما كنا ... و كما عهدتكم ... أسرة محبة مترابطة ... إلى الأبد" ...

كلام جميل ... واقعي ... فالناس لايولدون و يموتمون في نفس المكان ... التغييرات جزء من حياة الإنسان ... يجب أن يتأقلم معه ... و يتابع حياته ... فالحياه لاتقف لتغيير سكن ... أو وظيفه .. أو فقد عزيز ... الحياه مستمرّه ... و نعمة النسيان و سرعة تأقلم الإنسان أفضل مافيها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...