صغيراً كنت ... و لازلت ... تأقلمنا مع سكننا الجديد ... جلب الماء من الأسفل بصفة يومية متعب جدّا ... و لكن بتعاضدنا يتم ذلك بصفه يوميه ... صباحاً و مساءاً ...
عندما تبدأ الشمس في الغروب ... نبدأ الإستعداد للفترة المسائية ... نصعد جميعاً إلى السطح ... السطح كبير جدّاً ... مفتوح على بعضه ... تتوسط الجهة الجنوبية منه ... بيت السلم ... و تحفه حوائط عاليه من جميع الجهات ... يتعدى ارتفاعها المترين ... بها فتحات تأخذك إلى الشرفات التي تطوف على محيط السطح من جميع الجهات ... فتحة تتوسط الجهة الشرقية و أخرى تتوسط الجهة الغربية ... بينما توجد فتحتين من الجهة الجنوبية ... يفرق بينهما بيت السلم ... و يوازيهما فتحتين من الجهة الشمالية ... يوجد هناك جدار يقسم الشرفة ... عند منتصف بيت السلم من الجهة الجنوبية ... و آخر موازٍ له من الجهة الشمالية ... فكأن الشرفة مقسومة إلى قسمين على شكل “U” ... يحيطان بمحيط السطح بالكامل ...
أرضية السطح صبة إسمنتية عارية ... غير مستوية ... و جميع الجدران مطلية باللون الأبيض ... قد تقشر أكثره و كشف عن السطح الرمادي أسفله ... توجد هناك عدة أسياخ حديدية صدأه تبرز من بلاطة السطح ... قد قام والدي بثنيها خوفا علينا من أن تتسبب في جرحنا ...
متعة أن نقف في الشرفات ... قبل المغرب بقليل ... و نرى امتداد الحارة من جميع الجهات ... الأولاد يلعبون بدراجاتهم في الممرات الرملية ... الرجال عائدين من أعمالهم و في استقبالهم زوجاتهم و أبنائهم ... أبقار عائدة إلى بيوت أصحابها ... و قطيع من الكلاب يبتعد عن الحارة عائداً من حيث أتى ... بعض العوائل بدأت تحمل قليل متاعها و خرجت إلى الكثبان الرملية ... بحثاً عن هواء عليل و جلسةً يتخلصون بها من تعب يومهم ...
نبسط بساطاً صغيراً في منتصف السطح ... و نجلس كعائلة ... أب و أم و أخوان و أخوات ... نحتسي الشاي ... و نتجاذب أطراف الحديث ... جو مملوء سعادة و حب ... تأمرنا أمي بأن نبدأ ببسط مفارش النوم ... الموجودة في بئر السلم ... يسحب كل منا فراشه ... وسادته ... و لحافه ... و يبسطها ... ثم يتركها لتبرد ...
نتعشى بعد أن نؤدي صلاة العشاء ... و يذهب كل منا إلى مفرشه للنوم ... استلقي على فراشي ... و في رأسي الكثير من الأفكار و الخطط ... أضع يدي تحت رأسي ... و أطلق نظري إلى السماء ... سبحان الله ... في ليالي الظلام الدامس ... توجد الكثير من النجوم ... تتلألأ في صفحة السماء ... منها الكبير و الصغير ... أبدأ في عدِّها ... و لاألبث أن أعود عن ذلك ... خوفاً من أن تنبت في يدي ثآليل نتيجةً لذلك ... حيث كان الإعتقاد في ذلك الوقت ... بأن الثآليل تنبت في يد الإنسان إذا عد النجوم ... لا ألبث أن أنام و ينام الجميع ... في أمل بيوم أفضل ...
يالها من حياة سعيده....واصل يبوفهد واحنا وراك
ردحذف