الأحد، 3 مارس 2013

روضة

مرحباً ... أنا محمد مرةً أخرى ... سوف أحاول أن أعرِّج عليكم بين الفينة و الأخرى ... لأبوح لكم بما تحمله نفسي ... و تراه عيناي ... من وجهة نظر طفل ... يقوم بمحاولة لفهم ما يدور حواليه ... و شعوره حيال ذلك ...

تخبرني والدتي بأنها سجلتني في الروضة القريبة ... مع أبناء جيراننا ... تقول أنهم سوف يدعونا نرسم و نلعب و نأكل ... و لكن هذا ما أفعله في البيت ... و أكثر ... لماذا يصرُّ والداي على ذلك ... هل هذه طريقة مبتكرة للتخلُّص مني ... هل أنا مُتعِبٌ لهذه الدرجة ... سوف أصبح هادئاً ... مطيعاً ... و لكن بقرب أمي ... أعلم أن أمي حاملاً ... و تقول أنه سيصبح لي أخ صغير قريباً ... لهذا أخاف أن يتربع هذا القادم الجديد ... على قلب أمي ... و أنا لا أزال في الروضة ... يا لحظي التعس ... سوف أفقد نهر الحب الفيّاض ... الذي لا يوجد على شاطئه غيري ... سوف أفقد نسائم الحنان التي أتنفسها صباح مساء ... سوف أفقد عيناً تراقبني و تحميني طول اليوم ... كلّا ... لن أدع هذا يحدث ... أبداً ... أبداً ...

يأخذني والداي إلى المكتبة لشراء لوازم الروضة ... أتحكم بهما و أطلب ما أريد ... آخذ حقيبة بنتن ... و صندوق غذاء الرجل العنكبوت ... و أقلام الفتيات الخارقات ... و ألوان باتمان ... و دفاتر عليها رسومات جميلة ... تطلب مني أمي أن أخذ طقماً كاملاً لشخصيةٍ واحدة ... ألتفت إليها بنظرة غضب وعتاب ... أرجوك ... إبتعدي عن التدخُّل في قراراتي ... ترمق والدي بابتسامة المستسلم ... و نمضي لدفع ثمن ما اشتريناه ... 

في صباح يوم الدراسة ... توقظني والدتي و تحثني على النهوض من الفراش ... فاليوم هو اليوم ... يومي الأول في الروضة ... أحاول أن لا أستيقظ ... أمد يدي إليها لتعانقني ... و أسحبها معي على فراشي ... أضمها بيدي الصغيرتين ... و أضع رأسي على صدرها ... و أنام ... استسلمت لي بدل أن استسلم لها ... بعد مدة ... تحملني و أنا شبه نائم ... تغسلني و تبدل ملابسي ... أجلس معها على مائدة الإفطار ... أرفض كلّ ما على الطاولة ... و أطلب كورن فلكس ... تقوم مسرعة لتلبي طلبي ... إنهي إفطاري ... أحمل حقائبي .. أركب أنا و والدتي مع السائق ... إلى الروضة ...

جاري سعد و راشد هناك ... أدخل مبنى الروضة ... رسومات جميلة على الجدران ... هناك خليط من البنات و الأولاد ... هناك ألعاب خارجية كثيرة و جميلة ... أترك والدتي و أنطلق معهم ... نلعب أنّا أردنا ... بعد مدة يطلبون منا الدخول إلى الصف ... صفٌّ واسع جميل ... خيالي ... ياسلام سوف أستمتع في هذه الروضة ... أعلم أني سوف أفتقد أمي ... و لكن لأستمتع طالما أنا هنا ... و سوف أرجع لأمي في نهاية اليوم ... لعب و لعب و لعب ... جميلة هي الحياة ... و الأجمل إحساسي بأن الأفضل موجودٌ هناك ... في البيت ... حفظك الله يا أمي ... 

هناك تعليقان (2):

  1. محمد بن فبصل?
    قصه رائعه تحكي حقيقة شعور طفل. استمر في الابداع. وفقك الله وابقاك على الصحه.

    ردحذف
  2. محمد بن فبصل?
    قصه رائعه تحكي حقيقة شعور طفل. استمر في الابداع. وفقك الله وابقاك على الصحه.

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...